الجمعة, 17 كانون1/ديسمبر 2021 15:20

فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير: تذكروا القيامة وأهوالها ولا تلهينكم الدنيا عن اليوم الموعود، ولا تنسينكم اليوم المشهود

قيم الموضوع
(2 أصوات)
 
تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير، اليوم، في خطبة الجمعة عن يوم المعاد والمآب والحساب، والقيامة وأهوالها وأحوالها قائلا: إن الدنيا قد آذنت بفراق وإن اليوم المضمار وغدا السباق، ويوشك الناس أن يظعنوا وينتقلوا من دار التكليف والفناء إلى دار الجزاء والبقاء فانتقلوا بخير الأعمال فإن الآبق من أبق إلى النار، والسابق من سبق إلى الجنة وتذكروا يوم المعاد والمآب والحساب، تذكروا القيامة وأهوالها وأحوالها والساعة وزلزالها وبلبالها ولا تلهينكم الدنيا عن اليوم الموعود، ولا تنسينكم اليوم المشهود.

وأضاف : تذكروا زلزلة الساعة يوم ترتج الأرض بأهلها رجا وترجف بهم رجفا وتتزلزل وتهتز وتنصدع وتضطرب بطولها وعرضها، ويميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل ويولي الناس ذاهلين ذاهبين هاربين مدبرين ما لهم من أمر الله من عاصم، تذكروا وتصوروا إذا أذن الله بفراغ الدنيا وانقضائها، وأمر صاحب الصور بالنفخ فيه نفخة الفزع والصعق والموت، فينفخ نفخة عظيمة هائلة راجفة يديمها ويطيلها فتنقطع القلوب من عظمتها وتفزع النفوس من هولها، ينفخ في الصور والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون بل يصعقون ويموتون من هول الصيحة وشدة الصوت، " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ".

وتابع : لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها، كل يصعق في مكانه ويموت في أوانه، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة، وتقع الآيات العظيمة والأهوال المزعجة والأمور الفظيعة، وتنشق السماء وتنصدع وتنفجر وتنفطر وقد تدلت أرجاؤها ووهت أطرافها وتغير لونها واندثرت رسومها، وانكدرت وانتثرت نجومها وذهب نورها، وكورت الشمس وغورت ولفت ومحيت وذهب ضوؤها، ودكت الجبال ونسفت وفتت وذهب علوها ورسوها، وسجرت البحار وأججت وفجرت وأظلمت وذهب ماؤها وأوقدت نيرانها، ويطوي الله السماوات ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : " أنا الملك، أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ "، ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول : " أنا الملك، أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ "، وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء ويقول : " لمن الملك اليوم ؟ "، ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول : " لله الواحد القهار "، ويكون ما بين النفختين ما شاء الله أن يكون.

04EA8F41 4313 484C 85E0 1AA03A13A1952DBE8F1E 7E2F 4CAC 9AAC 383789E8F43E22764F38 DB86 419A A69C 671F1E0AA31095494468 C76D 4F30 AE97 7BDB93EFAE4BC43A34A4 4F82 429D 8182 EE0CC969F54BC96BA677 B579 4776 A6CA B1B9E0BB58A5FBE10700 B312 482C 923A 0111EB7880CB
قراءة 1110 مرات