الجمعة, 21 كانون2/يناير 2022 15:03

فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة : واللين زينة الشمائل وحلية الفضائل والرفق رأس الحكمة وحصن السلامة وسمت العاقل وسمة الفاضل وجناح النجاح

قيم الموضوع
(0 أصوات)


أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير واستهل فضيلته خطبته الأولى عن حسن الأخلاق والرفق واللين فقال : أنفس الأعلاق حسن الأخلاق والرفق واللين زينة الشمائل وحلية الفضائل والرفق رأس الحكمة وحصن السلامة وسمت العاقل وسمة الفاضل وجناح النجاح.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي حظة من الرفق
فقد أعطي حظة من الخير، ومن حرم حظة من الرفق فقد حرم حظة من الخير» أخرجه الترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه ولمسلم : " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه " ولمسلم أيضا "
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه " والرفق هو لين الجانب، ولطافة الفعل وحسن الصنيع وتقديم المداراة والملاينة وترجيح المقاربة والدفع بالتي هي أحسن وترك الإغلاظ والعجلة ومجانبة العنف والحدة والشدة ومباينة الفظاظة والصلف والقسوة في الأقوال والأفعال والخروج عن حد الاعتدال .

وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها وأسهلها
ومن الناس من لا تنحل عقده ولا تلين يده ولا ينتهي نكده ثاني العطف نائي العطف عسر فظ عجول جهول مغرور لا يحسن تقدير الأحوال والأسور ومن لم يلن للأمور عند التوائها تعرض لمكروه بلائها ومن أطاع غضبه أضاع أدبه ومن ترك اللين هجره الصاحب والمعين .

وتحدث فضيلته عن التسامح والعودة إلى التواصل فقال : فاتقوا الله يا أهل البيوت المصونة وارفعوا بالتواصل والتزاور ستار الوحشة والنفرة وعودوا إلى
أيام الصفاء برأب الصدع وجبر العظم وإصلاح ما فسد وجمع ما تفرق وأخمدوا نار الشقاق بالمسامحة والمساهلة والتجاوز والعفو والصفح ومن جاء معتذرا فاقبلوا منه المعاذير ولا تكونوا
ممن إذا استرضوا لم يرضوا .

واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن الرفق فقال : ومن الرفق المطلوب واللين المرغوب الرفق بالمتعلم والجاهل والسائل وملاطفتهم وإيضاح المسائل لهم وإبانة الحق وتلخيص المقاصد وترك ما لايحتملون وعذرهم فيما يجهلون وتعليمهم ما لايعلمون بالرفق واللين لا بالغلظة والجفوة والتعالي قال جل وعز {وأما السائل فلا تنهر} و السائل هو طالب العلم والدين في أحد القولين فلا تنهر
السائل في العلم المسترشد المستفهم وقد كان أبو الدرداء ينظر إلى أصحاب الحديث، ويبسط رداءة
إليهم ، ويقول: مرحبا بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث أبي هارون العبدي، عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد يقول: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن الرفق في النصيحة فقال : والرفق في النصيحة أدعى للقبول والاستجابة والانتفاع وتحقيق المطلوب وما أعطي أحد بالشدة شيئا إلا أعطي بالرفق ما هو أفضل منه قال أحمد بن حنبل: " سمعت أبا عبد الله يقول والناس يحتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلن بالفسق فقد وجب عليك نهيه وإعلامه انتهى مع وجوب أن يكون ذلك داخل في قاعدة الرفق في النصح واللطف في الحديث وحسن المنطق والبيان والنصح في الملا توبيخ وتقريع والتشهير تنفير وتضييع قال ابن رجب: (كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سرا حتى قال بعضهم من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن
وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه) وقال الفضيل بن عياض : " المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير " وقال عبد العزيز بن أبي رواد : " كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق فيؤجر في أمره ونهيه .

واختتم فضيلته خطبته الثانية عن الرفق بالآباء والأمهات فقال : ترفقوا بآبائكم وأمهاتكم وكبرائكم وشيوخكم والطاعنين في السن منكم وقدموهم
وأكرموهم وعظموهم وارفعوهم ترفقوا بالعجزة والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وأعينوهم
وقربوهم وأدنوهم ترفقوا بالفقراء والضعفاء والمساكين واحنوا عليهم وأغنوهم ترفقوا بالنساء
والأطفال وارحموهم وأدوا حقوقهم ترفقوا بالأجراء والعمال والخدم الذين جعلهم الله تحت ولايتك وكفالتكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون ولا تمنعوهم ما يستحقون ولا تسمعوهم ما يكرهون ترفقوا
بالدواب والعجماوات فقد أمر الشارع صاحب الإبل إذا سافر بها في الخصب والشب والرعي أن يرفق بها حتي تأخذ من الرعي ما يمسك قواها، ويرد شهوتها، ونهاه عن تعجيلها ومنعها من الرعي مع وجوده، حتى لا يجتمع عليها ضعف القوى مع ألم كسر شهوتها وأمره إذا سافر بها في القحط والجذب والمحل أن يعجل السير ليصل مقصده وفيها بقية من قوتها، قبل أن تضعف ويذهب نقيها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة - أي الجذب - فبادروا بها نقيها».

147A10E0 3757 4BC9 8F7A 7FD1869251998607CA96 0A94 4A69 BBA7 996CDE0BF2ABAADE68B1 7BD1 41D0 B254 BFA8A8DD42A0
قراءة 1122 مرات