أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله- بالكعبة المشرفة والحرمين الشريفين.

وأضاف معاليه بأنه بمناسبة تسليم كسوة الكعبة المشرفة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله- لما يقدمانه في خدمة الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة والتي منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهي من أولويات اهتمام المملكة العربية السعودية، لما تمثله الكعبة المشرفة من مكانة عزيزة وغالية في قلوب المسلمين أجمع.

كما أتقدم بالشكر الجزيل لمستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان -حفظهما الله- على حرصهما على كل ما من شأنه خدمة المسجد الحرام وقاصديه .

وفي الختام دعا معاليه لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- بدوام الصحة والعافية، وأن يجزيهم خير الجزاء على مايقدمونه للحرمين الشريفين، وأن يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء.
ضِمن برامجها التوجيهية لموسم الحج تدعوكم وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً في إدارة شؤون التدريس والمدرسين لمتابعة البرنامج العلمي الدائم في المسجد الحرام - عن بعد - وسيشارك في هذا البرنامج العلمي أصحاب المعالي والفضيلة مدرسي المسجد الحرام، وستبث هذه الدروس خلال المدة من يوم الأحد ١ / ١٢ / ١٤٤٢هـ وحتى يوم الخميس ٥ / ١٢ / ١٤٤٢هـ ، عبر منصة منارة الحرمين.


نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة يوم الأحد ١-١٢-١٤٤٢هـ، كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام سعادة الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، جرياً على العادة السنوية التي تتم كل عام استعداداً لتغيير كسوة الكعبة المشرفة.

وسيتم التسليم -بإذن الله- بمقر إمارة منطقة مكة المكرمة في مدينة جدة.

وأكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هذه المناسبة تجسد اهتمام القيادة الرشيدة -حفظها الله- بالحرمين الشريفين، والكعبة المشرفة.

وقال الشيخ السديس: منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- والكعبة المشرفة تحظى بعناية خاصة، وشهدت في هذا العهد المبارك مزيداً من الاهتمام والعناية.

وختم معاليه حديثه سائلا الله-عز وجل-أن يحفظ هذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة، ويتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم ومناسكهم، ويزيل هذا البلاء عن العالم أجمع.
وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بصرف مكافأة تحفيزية للموظفين المتعاقدين بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

ويأتي توجيه معالي الرئيس العام دعماً للكفاءات الوطنية العاملة في خدمة الحرمين الشريفين، وتقديراً لجهودهم الملموسة في تجويد منظومة الخدمات المقدمة للحجاج والعمار والزوار، واستعدادات لموسم حج هذا العام ١٤٤٢هـ.
 
 نفذت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مبادرة بعنوان "لسلامتك"، والتي استفاد من أول برامجها (٥١٣) عاملة بالمسجد الحرام، من خلال إقامة معرضًا توعويًا يحتوى أربع أركان توعوية وتثقيفية وهي (ركن الاحترازات ويتم فيه شرح طريقة غسل اليدين والتعقيم الصحيحة، وركن الرياضة ويتم فيه التوعيه بضرورة ممارسة الرياضة والغذاء الصحي، وركن الأمراض والإصابات والوقاية والعلاج ويتضمن طريقة الإسعاف من ضربات الشمس والإجهاد الحراري والرعاف والنظافة الشخصية، وركن النصائح والإرشادات حول قياس الوزن وحساب كمية احتياج الجسم من الماء).

وهي أولى المبادرات التي تطلقها الوكالة المساعدة للشؤون الإدارية والخدمية، لموسم حج عام ١٤٤٢هـ، وقامت بها الإدارة العامة للشؤون الخدمية عبر إدارة تطهير سجاد المسجد الحرام، وتتضمن حزمة برامج متنوعة وهادفة، نسق لها من قِبل الأستاذة بيان بنت سالم الهذلي إحدى منسوبات إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام، بالتعاون مع فريق أنا صحي التطوعي، وجرى تفعيله في مقر سكن العاملات و بحضور كلاً من مديرة إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام  الأستاذة رحمة بنت حسين دوسه ومديرة وحدة خدمات المستفيدات الأستاذة هند بنت سالم المنعمي وفريق إدارة العلاقات العامة والإعلام والاتصال النسائية .

من جانبها أشارت مديرة الإدارة العامة للشؤون الخدمية الأستاذة وضحى بنت محمد عسيري أن هذه الجهود الرامية لرفع الوعي وتعزيز الصحة العامة لدى العاملات من خلال تنفيذ المبادرات المجتمعية مع الجهات والقطاعات الحكومية والتطوعية تأتي بمتابعة مستمرة من سعادة الوكيل المساعد للشؤون الخدمية والإدارية الدكتورة كاميليا بنت محمد الدعدي ودعم حثيث من سعادك وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود، لتحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

Image 9
 
نظمت وكالة الشؤون التطويرية النسائية ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات والإعلام والاتصال النسائية زيارة تثقيفية لمعرض عمارة الحرمين الشريفين للمتدربات من طالبات جامعة أم القرى والتي تعد امتدادًا لرحلة "حضارة خالدة" كما أشارت مديرة الإدارة سعادة الأستاذة منال بنت مصلح المجنوني.

وأوضحت مديرة وحدة العلاقات العامة سعادة الأستاذة بتول بنت محمود الكيشان بأنه وبحضور مديرة إدارة المتاحف والمعارض النسائية سعادة الأستاذة منال بنت مقبل القرشي تم القيام بجولة تعريفية لطالبات جامعة أم القرى قسم الإعلام وذلك بالتنسيق مع سعادة الأستاذ المحاضر هند بنت عبد الجليل زمزمي، وقد تم الشرح والتوضيح من قِبل سعادة الأستاذ خالد الحازمي لكافة قاعات المعرض وما تحتويه من مجسمات ومخطوطات وقطع أثرية ثمينة بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية النادرة التي تصف وتحاكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفي ختام الزيارة قُدمت الهدايا التذكارية للطالبات اللاتي أشدن على ما لمسنه من خدمات جليلة مُقدمة وجهود مباركة أثناء الزيارة الثقافية للمعرض الذي يعد أحد أهم المعالم التاريخية ذات النمط الإسلامي الفريد والطراز المميز لعمارة المسجد الحرام والتي تأتي وفقًا لتوجيهات سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود.

Image 2Image 3Image 4Image 5Image 6Image 7
تفقد سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمد المحيميد، خلال جولته الميدانية داخل المسجد الحرام وساحاته، أعمال إدارة العمليات والتحكم والسيطرة، ورافق سعادته أثناء الجولة سعادة مدير الإدارة العامة للأمن والسلامة فايز بن عبدالرحمن الحارثي وسعادة مدير مكتب وكيل الرئيس العام الأستاذ بندر بن معتوق المنعمي.

واجتمع سعادته أثناء الزيارة بسعادة مدير إدارة العمليات والتحكم والسيطرة الأستاذ صلاح بن عبدالرحمن العبدلي وسعادة وكيل الإدارة للشؤون الإدارية الأستاذ عبدالله بن مسلم اللهيبي وعدد من منسوبي الإدارة.

حيث اطلع سعادته على برامج الإدارة خلال موسم حج ١٤٤٢هـ والتأكد من استعدادتها لتطبيق خطة الرئاسة، وآلية تنفيذها لأعمالها.

وقام سعادته بتفقد غرفة العمليات والمراقبة التلفزيونية ومركز الاتصال الموحد، واطلع سعادته على آلية استقبال المكالمات والبلاغات والملاحظات على مدار الساعة والإجابة على استفسارات المتصلين عبر الرقم الموحد (١٩٦٦).

وشدد سعادته على منسوبي الإدارة بالتعاون بتفعيل دورها في سرعة التجاوب مع البلاغات والملاحظات المرصودة وتمريرها لجهات الاختصاص ومتابعة سدادها ومعالجتها والحرص على ضبط النداءات اللاسلكية عبر الشبكة، مؤكداً سعادته على مد جسور التعاون والتكامل مع الجهات الحكومية والأهلية العاملة بالمسجد الحرام.

وأوضح سعادته أن مثل هذه الزيارات والجولات الميدانية نتاج توجيهات موفقة وسديدة من لدن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، والتي تحظى بمتابعة حثيثة من معاليه حرصاً على تحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- في كل ما من شأنه تقديم أرقى وأفضل الخدمات وأكملها لضيوف الرحمن.

bbf6692b 6dea 41e5 b500 79d6fbd0fa71ba5a3256 62db 4ed1 97dc 901b00952b6992653554 cf07 4b63 be63 223e97bed98c
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير واستهل فضيلته خطبته الأولى بالتذكير بتقلب الحال وعقاب الله للأمم التي عصت الله فقال: تمر علينا الغدايا والعشايا وتخطفنا الآجال والمنايا وتكدر عيشنا المصائب والبلايا فلا تركنوا إلى دنيا نوالها زوال ودوامها محال وغاية أمرها انتقال وارتحال كم سرت ثم سرت وكم برت ثم برت وكم درت ثم فرت .

وكم من غني ثري كان يلبسن الدفيء اللين من ثيابها وياكلن الطري الناعم من طعامها ويركب الهني الوطي من دوابها حتى برك الزمان عليه بجرانه ووقع عليه البلاء بأثقاله.

فيا من تجمعون حطامها وتكسبون آثامها لا تغرنكم الفسحت ولا تنسينكم المهلة ولا تظنوا أن الدنيا لا تحول ولا تحسبوا أن العطاء لا يزول واعتبروا بقوم قد انهمكوا في المعصية و تركوا الموعظة وتعالوا على التذكرة ولم يقصدوا الشكر ولا أصغوا إلى الإنابة قد فتح الله عليهم رخاء الدنيا وسرورها فظن العبيد أن النعم لا تبيد ففرحوا وبطروا فاستأصل الله شأفتهم، ومحا أثارهم قال جل وعز: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيئء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةفإذا هم مبلسون }.

قال قتادة: " بغت القوم أمر الله، وما أخد الله قوما قط إنا عتد سكرتهم وغرتهم وتعيمهم فلا تغتروا
بالله، إنه لايغتر بالله إلا القوم الفاسقون".

ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بنصح المسلمين بساعة اللقاء ويوم العرض فقال: فيا تعاست من جدد الله لهم النعم الغزار فنسوا الشكر والاستغفار حتى نزلت بهم النقمت وسلبت منهم النعمة
ويا أسفا على غافل لا يفيق إلا بعد فوات الأوان وانقضاء الزمان فتذكروا زمن النقلة وساعة اللقاء والعرض ويوم الحساب والتوفية وتذكروا نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل تذكروا يوما لا ينفع فيه الأب الشفيق ولا الأخ الشقيق ولا الصديق ولا الرفيق تذكروا ( يؤم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) فيا له من شغل شاغل وخطب هائل لا يلتفت فيه أحد إلى قرابته ولا إلى صحابته كل شأنه الضرار والاعتذار لعظم الأهوال وتغير الأحوال.

قال عكرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه، أي بعل كنت لك؟ فتقول: نعم البعل كنت!
وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي لعلي أنجو
مما ترين. فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخاف.

وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول: يا بني، أي والد كنت لك؟ فيثني بخير. فيقول له: يا بني.

إنى احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى. فيقول ولده: يا أبت، ما أيسر ما
طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أعطيك شيئا.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن عشر ذي الحجة وفضلها فقال: تحل بكم العشر الزاهرات المباركات هي موطن النفحات وموئل البركات وخير أيام السنة والعشر المفخمة المقدمة المفضلة المبجلة التي أقسم الله بهن لفضلهن على سائر الأيام فقال جل وعز ( وليال عشر) وهي العشر الأولى من شهر ذي الحجة وقد ثبت فضل العمل الصالح فيهن على عمله في غيرهن ففي الحديث العظيم الجليل عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء» أخرجه البخاري .

هي خير الأيام فضلا وزمانا وأعظمها قدرا و مكانا فأكثروا فيهن من التكبير و التحميد والتهليل
وسارعوا فيها إلى الأعمال الصالحة على اختلاف أنواعها وبادروا العشر قبل فواتها واغتنموها قبل
انقضاء زمانها واجتهدوا في الطاعات راغبين فيها غير متثاقلين عنها.

PHOTO 2021 07 09 14 11 39PHOTO 2021 07 09 14 11 47PHOTO 2021 07 09 14 11 55
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد حرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن التوكل على الله فقال : أخرج الإمام البخاري في صحيحه: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن إبراهيم عليه السلام، جَاءَ بِأُمِّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا بمكة، عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، يا لها من كلمة عظيمة، تنبئ عن توكل عظيم، بخالق الأرض والسماوات! إذا كان الله أمرك بهذا، فلن يضيعنا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، حَتَّى إِذَا كَانَ بمكان لا يرونه فيه، استقبل بوجهه جهة البيت، ورفع يديه وقال: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾، وفي الحديث: فجاء الملك إلى أم إسماعيل، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ الأرض، حَتَّى ظَهَرَت زمزم، فقال: ((لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِيهِ هَذَا الغُلاَمُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَهْلَهُ)).

ثم تحدث فضيلته مجابهة الشدائد بالتوكل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد مرت الشدائد والمحن بأفضل البشر، من الأنبياء والمرسلين، فقابلوها بالتوكل واليقين، والثبات على الحق المبين، فالأنبياء والرسل، هم أعظم الناس توكلا على الله؛ لعلمهم بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويقينهم وثقتهم به، فقالوا لأقوامهم: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾، فكانت العاقبة لهم، والندامة والخسارة لأعدائهم.

وهذا إمام المتوكلين، فقد كان المثَل الأعلى في التوكلِ على ربه، وتفويضِ الأمر إليه، في جميع شؤونه وأحواله، ممتثلا لقوله: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً﴾، وكان يقول في دعائه: ((اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ))، رواه البخاري ومسلم.

وفي الصحيحين ومسند الإمام أحمد، عن جابر رضي الله عنه قال: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا، وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: ((إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بجواب المتوكل على ربه-، فَقُلْتُ: اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟))، قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ قَالَ: ((وأَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟))، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أُعَاهِدُكَ عَلَى أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَعفى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وخَلَّى سَبِيلَهُ.

قال الإمامُ ابنُ القيم: "والتوكلُ مِن أقوى الأسباب التي يدفعُ بها العبدُ ما لا يُطيق مِن أذى الخلقِ وظلمِهم وعُدوانِهم، وهو مِن أقوى الأسبابِ في ذلك؛ فإنَّ اللهَ حسبُه، أي: كافيه، ومَن كان الله كافِيَه وواقِيَه فلا مطمعَ فيه لعدوِّه، ولا يضرُّه إلا أذىً لا بدَّ منه؛ كالحرِّ والبرْدِ والجوعِ والعطشِ، وأما أن يَضرَّه بما يبلغُ منه مرادَه، فلا يكون أبدًا".

ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بفضل التوكل على الله وما يورثه فقال : إن التوكل على الله، يــورث الرضــا بالقضــاء والقدر، فمن توكــل على الله حــق توكــله، رضــي بأقداره، ونال رضاه ومحبته، وفاز بجنته، ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾، بل المتوكلون يدخلون الجنة بغير حساب، ففي الصحيحين، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ))، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)).

فمن اتخذ الله وكيلا، اطمئن قلبه، وسكنت نفسه، وقرّت عينه، وصلح باله، لعلمه أن الأمر كله بيد الله، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وفي سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)).

فيا عبد الله: توكلْ على ربك يكفِكْ، وَاعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله فقال : إن تحقيق التوكل على الله، لا ينافي العمل والأخذ بالأسباب المشروعة، مع عدم الاعتماد عليها، فمن ترك الأسباب المأمور بها، فهو عاجز مفـرط مـذموم، والمتوكلون في كتاب الله هم العاملون، ففي صحيح البخاري، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ، سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾، والأنبياء عليهم السلام، مع عظم توكلهم على ربهم، كانوا يأخذون بالأسباب، فنوح عليه السلام، صنع السفينة، وأحسن التدبير يوسف عليه السلام، لإنقاذ مصر من المجاعة، وضرب موسى عليه السلام البحر بعصاه، وكان إمام المتوكلين عليه الصلاة والسلام، يباشر الأسباب، ويأمر بفعلها ومباشرتها، فشرب الدواء، وأمر بإطفاء النار عند المبيت، وقَالَ: ((مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟)) كما في سنن أبي داود، وفي حادثة الهجرة، أخذ صلى الله عليه وسلم بالأسباب الممكنة، فهيأ من يبيت على فراشه، ومن يرافقه في رحلته، والغار الذي يختبئ فيه، ومع هذا كله وغيره، وقف كفار قريش على باب الغار، فقال أَبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا رسول الله، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا))، رواه البخاري.
 
﴿إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

ثم اختتم فضيلته خطبته الثانية بتذكير الناس بالعشر الأُول من ذي الحجة وفضلها وماكان صنع الصحابة فيها فقال : أن من فضل الله تعالى على هذه الأمة، أن جعل لها مواسم للطاعة، وإن من هذه المواسم الفاضلة، العشر الأوائل من ذي الحجة، ففي صحيح البخاري، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟، قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ ))، فالعاقل من اغتنمها، وتعرض لنفحاتها، بكثرة الطاعات، والباقيات الصالحات، وفي مسند الإمام أحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))، فيستحب في هذه الأيام، رفع الصوت بالتكبير، في المساكن والطرقات، والمساجد والأسواق، ففي صحيح الإمام البخاري:  كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.

ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة، عبادة الأضحية، وهي سنة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قدر عليها، وعلى من أراد أن يُضَحّي، أن يمسك عن شعره وأظفاره، من رؤية هلال شهر ذي الحجة، حتى يذبح أضحيته، لما روى مسلم في صحيحه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ)).

Image 11111Image 22222Image 33333Image 44444
 تعتزم الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام بالتعاون مع الإدارة العامة لأكاديمية المسجد النبوي إطلاق برنامج تدريبي بعنوان (فن التعامل مع الزوار ) لمنسوبي ومنسوبات الرئاسة يوم الأحد والإثنين بتاريخ ١-٢ ذوالحجة ١٤٤٢هـ . أوضح سعادة مدير عام الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني أن البرنامج يعد من البرامج المهمة، لتطوير وتنمية قدرات منسوبي ومنسوبات الرئاسة الاتصالية، لتسهيل عملية التواصل مع ضيوف الرحمن. من جانبه بين مدير عام أكاديمية المسجد النبوي الأستاذ باسم اللهيبي مدى ضرورة إقامة مثل هذه البرامج التي تهدف إلى تنمية المهارات اللازمة لمنسوبي ومنسوبات الحرمين الشريفين. وأكد الوذيناني أن الأكاديمية تطلق هذه الدورات، لضمان تطوير قدرات الموظفين، والرفع من مستواهم في شتى المجالات، وذلك إنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، لتطوير الكوادر البشرية بما ينعكس إيجابا على الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام.