ترأس فضيلة وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ سعد المحيميد اجتماع اللجنة التطويرية لمنظومة الخدمات بالمسجد الحرام، والذي عقد لمناقشة أهم الموضوعات المتعلقة بالخدمات المقدمة في المسجد الحرام وكيفية تطويرها وبحث المشكلات والمعوقات وإيجاد الحلول لها.
وجرى خلال اللقاء بحث اللجنة التطويرية لمنظومة الخدمات بالمسجد الحرام، إضافة إلى آخر المستجدات و التطورات، وأيضاً ناقش الحضور خطة عمل استقبال الزوار خلال موسم الحج وفق كثافة وأعداد الحجاج والمصلين.
كما رفع المحيمد شكره لمعالي الرئيس العام على متابعته وتوجيهاته وشكر القيادة الحكيمة لما توليه من اهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
871f860f 4caa 49b0 b7b2 6f2ebb1216cf41a4e3e1 5004 4f81 907f 0a19522005a2
أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، رفع مستوى الإجراءات الاحترازية، وتوعية قطاعات الرئاسة والوكالة كافةً بأهمية المرحلة المقبلة في جائحة كورونا، وذلك تمشياً مع توجه القيادة الرشيدة -أيدها الله- للمحافظة على سلامة المواطن والمقيم وقاصدي بيت الله الحرام.
كما أكدت الرئاسة على جميع منسوبيها استشعار المسؤولية الدينية والوطنية والأمنية والصحية والمجتمعية، وعدم التراخي والتساهل والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والإرشادات الصحية، خاصة التباعد الجسدي، وعدم التجمعات، وارتداء الكمامات، والالتزام بالتعقيم، والإسراع في أخذ اللقاحات، واتخاذ كل ما يمكن من وسائل وتقنيات حديثة مُتَّخَذَة لسلامة قاصدي الحرمين والعاملين بهما من هذه الجائحة.
يذكر أن الرئاسة منذ بداية الجائحة قد اتخذت عددا من الإجراءات والتدابير المشددة التي من شأنها الحفاظ على سلامة رواد الحرمين الشريفين.
 ضمن سلسلة محاضرات الحج مسائل وأحكام تدعوكم وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً في إدارة التوجيه والإرشاد لمتابعة محاضرة بعنوان "ليشهدوا منافع لهم" عن بعد، لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور حسن بن عبدالحميد بخاري المدرس بالحرمين الشريفين، يوم الأحد ٢٤/ ١١/ ١٤٤٢ هـ ، بعد صلاة المغرب بالمسجد الحرام عبر منصة منارة الحرمين .
 ضمن برنامج اليوم العلمي تدعوكم وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً في إدارة التوجيه والإرشاد لمتابعة شرح منسك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن بعد، لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل المدرس بالحرمين الشريفين، يوم السبت ٢٣/ ١١/ ١٤٤٢ هـ ، بعد صلاة العصر، والمغرب، والعشاء بالمسجد الحرام عبر منصة منارة الحرمين .
 
نفذت الوكالة المساعدة للشؤون الإدارية والخدمية ممثلة في الإدارة العامة للشؤون الإدارية والتخطيط والتميز المؤسسي والتقنية عبر أكاديمية التدريب النسائية دورة تدريبة بعنوان: إدارة التميز المؤسسي في المؤسسات العامة .
‏‎حيث أوضحت مديرة الإدارة العامة للشؤون الإدارية والتخطيط والتميز المؤسسي والتقنية النسائية الأستاذة مودة بنت سالم بسوكي إلى أن الدورة تتناول في طياتها ثلاث محاور رئيسية تسهم بشكل كبير في الارتقاء بمستوى الأداء العملي للمنسوبات وهي: مفاهيم التميز المؤسسي، المؤسسات المتميزة وجوائز التميز المؤسسي، كما يندرج تحت كل محور عدد من المفاهيم والأهداف والخصائص المتعلقة بالتميز المؤسسي .
من جانبها أشارت مديرة أكاديمية التدريب النسائية الأستاذة منال بنت إبراهيم اللحياني بأن الدورة قُدمت من قِبل الأستاذ الدكتور محمد بن فهاد اللوقان أستاذ الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة حائل عبر منصة زوم الافتراضية، بواقع ٣ ساعات تدريبية ، وقد استفاد منها (٧٩) متدربة.
‏‎ والجدير بالذكر أن هذه الدورة التدريبية تعد ضمن سلسلة برامج إثراء الذي يحظى بمتابعة مستمرة من سعادة الوكيل المساعد للشؤون الخدمية والإدارية الدكتورة كاميليا بنت محمد الدعدي، وبدعم من لدن سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود التي تحرص على التجويد والتطوير الذي يسعى إلى النهوض بمنظومة الخدمات في الوكالة.
واصلت الوكالة المساعدة للشؤون الإدارية والخدمية ممثلة في أكاديمية التدريب النسائية فعاليات جلسات اليوم الثاني للملتقى الثقافي النسائي "أثر دور المرأة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن"، ولقد أُدير الحوار من قبل مديرة الجلسة الأستاذة مريم بنت سمير بقى، ثم أوضحت مديرة إدارة أكاديمية التدريب النسائية الأستاذة منال بنت إبراهيم اللحياني بأن فعاليات اليوم الثاني تضمنت تقديم ورقة علمية بعنوان: (استراتيجيات تنمية واستثمار المهارات الناعمة والصلبة لتحقيق التميز  خدمة ضيوف الرحمن) تتناول فيها سعادة الدكتورة وفاء بنت عبد العزيز محضر مستشار الجودة والتميز أستاذ مساعد بقسم الإدارة التربوية والتخطيط بكلية التربية جامعة أم القرى مفهوم الاستراتيجية المهنية، والفرق بين المهارات الناعمة والصلبة، وأدوات بناء واستثمار المهارات الناعمة والصلبة، بالإضافة إلى معايير التميز في خدمة ضيوف الرحمن.
وقُدمت في الجلسة الثانية دورة تدريبية بعنوان: (صناعة الأثر) تناولت فيها سعادة الدكتورة إيمان بنت عبدالرحمن مغربي أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك بقسم الكتاب والسنة وكيلة المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى عدة  محاور أهمها: ما هو مفهوم الأثر، وكيف يتحقق الأثر، وأهم جوانب التزكية والإلهام الشخصي ودوره في صناعة الأثر.
واختتمت المديرة العامة للشؤون الإدارية والتخطيط والتميز المؤسسي والتقنية الأستاذة مودة بنت سالم بسوكي الملتقى بالشكر لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود لحرصها الدائم على تأصيل المبادئ العملية،  وإتقان العمل للارتقاء بمستوى الأداء والجودة، مُثنيةً بالشكر لسعادة الوكيل المساعد للشؤون الإدارية والخدمية الدكتورة كاميليا بنت محمد الدعدي، على تطوير بيئة العمل وزيادة الإنتاجية بكفاءة وفعالية تتماشى مع أهداف الوكالة ومع تطلعات المملكة التي تسهم في تحقيق الرؤية٢٠٣٠، موكدةً بأن ما حظي به هذا الملتقى من اهتمام وخروجه بهذه الصورة المثلى قد جاء وفقًا للإسهامات الجليلة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس-حفظه الله-.
 
أعلنت وكالة الشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام إنهاء كافة الاستعدادات التنظيمية والخدمية والصحية والتي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لقاصدات بيت الله الحرام خلال موسم الحج للعام الجاري ١٤٤٢هـ.
وفي هذا الشأن أشارت سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود أن الوكالة التطويرية والوكالات المساعدة والإدارات الميدانية والإدارية التابعة لها تسير بخطى ثابتة وواثقة من خلال ماتم رسمه من خطط تطويرية و برامج ومبادرات رائدة وورش عمل دورية مع الجهات المشاركة للإسهام وبشكل فاعل في تحسين 
مخرجات الأعمال والخدمات مع الحرص على اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطبيق أعلى المعايير الاحترازية  بما يراعي سلامة قاصدات بيت الله الحرام ليؤدين شعائرهن وسط بيئة صحية متكاملة وأجواء روحانية آمنة تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة-أيدها الله- في بذل كل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر تمثلت بعض تلك الاستعدادات في تجهيز المصليات وتنظيمها لتفويج القاصدات إليها مع تحقيق التباعد ومضاعفة مرات تعقيمها وتكثيف عدد الموظفات على الأبواب وفي الممرات والساحات وذلك لتنظيم وتسهيل دخول القاصدات وتهيئة مصليات ذوات الإعاقة لاستقبال الفئات المستهدفة وتقديم كافة الخدمات لهن والمتابعة المستمرة من خلال الجولات الميدانية لمعالجة الملاحظات والتأكد من اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية .
والجدير بالذكر أن الجهود المبذولة من قبل الوكالة التطويرية للشؤون النسائية والمنفذة بحرفية عالية تأتي بتوجيهات سديدة من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس رغبةً للوصول إلى حج متميز تُراعى فيه أقصى درجات الأمان الصحي والسلامة البيئية.
8dd799fe c567 4454 9e7b 855ccdf63685fdcb9f6a 8be9 4d85 9579 955fa554aa13
قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوزيع (١٠٠٠٠) مظلة على المصلين والمعتمرين بالمسجد الحرام اليوم الجمعة.
ويأتي ذلك ضمن مبادرة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي  (مظلتك بين يديك) لوقاية المصلين والمعتمرين من أشعة الشمس.
جاءت هذه الجهود بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس لخدمة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي.
IMG 20210702 173435 134IMG 20210702 173423 549IMG 20210702 173427 056IMG 20210702 173428 670IMG 20210702 173432 280IMG 20210702 173438 444IMG 20210702 173441 207IMG 20210702 173444 076
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم واستهل فضيلته خطبته الأولى عن ذكر رابع الخلفاء الراشدين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فقال: خلق الله العباد وفاضل بينهم، وخير العباد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فاصطفاه لنفسه ، وابتعثه برسالته، وخير صحب للرُسل أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وخيرهم خلفاؤه الأربعة من بعده، وأكملهم وأعلاهم منزلة: الصديق الأكبر؛ ثم عمر الفاروق، ثم ذو النورين عثمان، ورابع الأربعة العظماء علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم .

كناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي تراب، قال سهل بن سعد رضي الله عنه :« ماكان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها وما سماه أبو تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم» متفق عليه.

كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام ، فتربى في بيته، وبادر إلى الأسلام، وهو دون عشر سنين.

وكان أهل مكة يضعون عند رسول الله ودائعهم لما يعلمون من صدقه وأمانته، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر أمر علياً رضي الله عنه أن يتخلف عنه بمكة حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس ، فلما أداها هاجر رضي الله عنه إلى المدينة، وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها وأعانه في جهازها.

شهد له النبي صلى الله عليه وسلم يالجنة أكثر من مرة، وأخبر أنه من الشهداء؛ وأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وكل مؤمن تبع النبي صلى الله عليه وسلم فهو كما قال الخليل عليه السلام : (فمن تبعني فإنه مني)، وتأكيدا لإيمان علي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مني وأنا منك» رواه البخاري.

وأكمل فضيلته عن إيمان علي رضي الله عنه فقال: والمؤمنون يتولون الله ورسوله الموالاة المضادة للمعاداة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن علياً من المؤمنين الذين يتولون المؤمنين ويتولونه فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» راوه الترمذي، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «وفي هذا الحديث إثبات إيمان علي في الباطن».

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن حب الصحابة رضوان الله عنهم فقال : فحب الصحابة دين وقربة، وكل خير فيه المسلمون إنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلغوا الدين، والله خص الخلفاء الراشدين بفضائل لم يختص غيرهم بها ، شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهدى والرشاد، وأمر باتباع سنتهم، ولزوم طريقهم، وإمامهم المقدم فيها أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، قال ابن مسعود رضي الله عنه ، : «قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم».

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن فضل الصحابة عند الله ومن هو مقدم عن غيرهم فقال : فكما خص بعض الصحابة بمناقب فكذلك اختص منهم بالفضل ممن كان منهم من أهل السابقة
والمشاهد العظيمة، فمن أنفق من قبل صلح الحديبية، وقاتل أفضل ممن أنفق من بعده، وقاتل.
والمهاجرون مقدمون على الأنصار.

وقال الله لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» رواه أبو داود.

ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، بل قد رضي الله عنهم، ورضوا عنه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن شهد الحديبة؛ «أنتم اليوم خير أهل الأرض» رواه مسلم.

ومن أحب الصحابة حشر معهم، ومن حبهم نصرتهم ، والذب عنهم، والثناء عليهم، والاقتداء بهم.
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن قدر الإنسان فقال : إن من حكمة الله تعالى أن قدر للإنسان أنفسا ثلاثا، تتناوب في اعترائه بين الحين والآخر ما دامت روحه في جسده، بحسب ما يتيحه هو لها من التمكن بذاته بين نفس أمارة بالسوء وأخرى لوامة وثالثة مطمئنة، ولأجل أن يكون المرء على بينة من أمره وأين يقع هو بين تلك الأنفس الثلاث، كان لزاما عليه أن يفتح بابا مهما يقبح إغلاقه فضلا عن قفله بالكلية، يتمثل ذلكم الفتح في مبدأ نقده ذاته ومصارحتها ومكاشفتها؛ ليدرك مكامن الخلل فيصلحها بالنفس اللوامة، ومواطن الصواب فيذكيها بالنفس المطمئنة، فيكون بكلتا النفسين قد ضيق الخناق على النفس الأمارة بالسوء، فلا تصل إلى ما كانت تصل إليه قبل نقده ذاته ومحاسبتها بكل تجرد.

إن نقد المرء ذاته من أنبل المهمات وظيفة، وأجرأها شجاعة، إبان ثقلها على نفس المرء، وما يتبعها من كسر كبريائها وأطرها على الصواب أطرا؛ لأن بها تصحيح الخطأ، واستبدال الزين بالشين والحسن بالسيئ، ولا أحد أدرى بعيب المرء وخطئه من نفسه مهما خلق لنفسه من معاذير(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).

فكم نحن بحاجة ماسة عباد الله: إلى أن ينقد كل فرد منا ذاته دون تردد أو وجل أو تسويف؛ ليصقلها صقلا يحجبه عن إبصار عيوب الآخرين والعمى عن القذاة في عينه، وإن في قول الله(ولا أقسم بالنفس اللوامة) لدليلا بينا على أهمية نقد الذات ولومها وتقويمها ومعاهدتها دون غفلة، وإن الله لا يقسم في كتابه إلا بشئ ذي شأن عظيم، وقد نقل ابن كثير في تفسيره عن الحسن البصري قوله: " إن المؤمن والله لا نراه إلا يلوم نفسه، ما أردت بكلمتي؟.. ما أردت بأكلتي؟.. ما أردت بحديث نفسي؟.. وإن الفاجر يمضي قدما قدما ما يعاتب نفسه".

وقال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائداً.
 
وقال ميمون بن مِهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه".
ثم تحدث فضيلته عن نقد الذات وأنه يمر بمراحل ثلاث فقال : النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.

وقد قال بعض السلف: "حقٌّ على العاقل أن لا يَغفُل عن أربع ساعات: ساعةٍ يناجي فيها ربَّه، وساعة يحُاسب فيها نفسَه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويَصْدُقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات، وإجماما للقلوب".

إذا تقرر ذلكم عباد الله، فإنه ينبغي لناقد ذاته أن يبني نقده ذلك على ثلاث مراحل:
أولاها: الاعتراف بالخطأ إن وجد، وألا يحجزه الكبرياء والأنفة عن ذلك، وأن اعترافه بخطئه خير من تماديه فيه، وأن الخطأ لا يسلم منه أحد، كيف لا وهو نهج نبوي معتبر كما في الحديث الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ".

ألا فليعلم حينئذ أن تسويفه للاعتراف أو تعاميَه عنه يحدث تراكما يصعب معه الفرز والمحو، فيغلب عليه استثقال التصحيح إلى أن يصبح آيسا من تصفير أغلاطه فيزداد تماديا دون توقف.

والمرحلة الثانية من نقد ذاته: هي الإقلاع عن الخطأ وتصحيحه بالانتقال منه إلى الصواب بكل تواضع وانقياد، والاعتذار من غلطه للمغلوط عليه، وألا يكون اعتذاره أقبح من خطئه فيقع في غلطين من مسلك واحد.

والمرحلة الثالثة: الحذر من تكرار الخطأ نفسه، فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، والحذر كذلك من الوقوع فيما وقع فيه الآخرون، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه.

ألا إن أنفع النّقد عباد الله: هو نقد الذّات، فلا أحد أولى بنفس المرء من نفسه، فهي أولى الأشياء معاهدة من قبله، وإصلاحا وتحسينا، وحماية لها من كل ثلمة جديرة بتفكيك نفسه واعتلالها، ولو أنَّ كل واحد منا تعاهد نفسه بمثل ذلكم وقدم نقد ذاته على نقد الآخرين، لحسنت الحال، وقل الشقاق، وسلت السخيمة من النفوس، ولتصافحت قلوب الأصفياء في الطرقات، فإن من شغلته عيوب الناس عن عيوبه جمع خطيئتين: أولاهما تتبع عورات محرمة، وأخراهما إهمال عيوبه التي يجب عليه تقويمها قبل غيره.
 
إن كثيرا من المناوشات الاجتماعية والمصادمات الأخلاقية ما هي إلا محصلة إهمال نقد الذات وخطمها بخطام الوعي والمنطق والواقعية، وتهيئتها لإدراك حقيقتها، وأنها ذات كغيرها من الذوات، لها حسنات وعليها سيئات، وهي تصيب وتخطئ، وتفرح وتحزن، فهي ليست في معزل عن حقيقة الحياة، ولا ينبغي حملها على خلاف حقيقتها؛ لأن التكلف مذموم والتصنع تزوير، وليس للمرء إلا أن ينظر إلى ذاته على حقيقتها، وأن يكون كما هو دون تزويق، حتى لا يرتقي بتكلفه مرتقى صعبا يتعذر معه نزوله إلى طبيعته التي خلقه الله عليها، فلا هو بقي على حاله قبل ارتقائه الصعب، ولا هو سلم بعد النزول إن نزل.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن أن نقد الذات ليس احتقار للنفس فقال : حينما نتكلم عن نقد الذات لا نعني بذلك احتقارها المفرط، الموصل إلى درجة جلد الذات أو الاحتراق النفسي، الذي يكون معه صاحبه حرضا أو يكون من الهالكين، ففرق بين النقد الهادف، المنطلق من التخلية إلى التحلية، والتصحيح من سوء إلى حسن أو من حسن إلى أحسن، وبين احتقار النفس وازدرائها، الموصل إلى درجة الإحباط والكسل، وتكليف النفس بما لا تطيق من الاحتقار والإذلال، فيقع المبتلى بذلكم في عجز البداية ويصاب بداء التسويف أو عجز الأداء، إلى أن يقع في الإرهاق البدني والعقلي، المفضيين إلى النكوص والفشل، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وناقد ذاته بالإطار المشروع ما هو إلا ممن شغله عيبه عن عيوب غيره، فكان حافزا له على العمل بما ينفعه ولا يضره، وبما يذكي همته لا بما يثبطها، وبما يجعل بصره محدقا صوب خطواته لا ملتفتا به صوب خطوات الآخرين؛ لأن من راقب الناس على حساب عيوبه ضاق ذرعا، ومات هما، فهو معني بفهم ذاته قبل فهم الآخرين، وشتان بين النقد والحقد، وبين النصيحة والتعيير، ومن كانت هذه حاله كان بعيدا عن وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: " احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز " رواه مسلم.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية على أن نقد الذات هو نقد محمود فقال : واعلموا أن نقد الذات أولى مراحل النقد المحمود، وإننا حينما نسلط الضوء على أهميته، وأثره في تحسين صورة الفرد، التي تنعكس بالضرورة إلى المجتمع المكون من أفراد، فإنما هو لكونه أصلا إذا حسن حسن الفرع بالتبع، غير أنه ينبغي التنبيه صوب ذلكم، إلى صفة مذمومة، قد تعتري المرء حال نقده ذاته، تتمثل في إلقائه باللائمة على الآخرين لتبرير خطئه وتقصيره، والتنصل من عيوبه وفشله، فيقع فيما يسمى بالإسقاط النفسي، باعتباره حيلة دفاعية، يستجلبها المرء المقصر، للخروج من تبعة تقصيره وخطيئته، فينسب سبب ذلكم إلى غيره هروبا من الاعتراف بالخطأ، ومن ثم التخلص من توجيه اللوم له، كما قيل في المثل السائد قديما "رمتني بدائها وانسلت"، ولو انساق كل فرد منا مع هذه الثغرة الموهنة؛ لعظمت الثلمة، وانطمس الوعي، وانسل كل واحد عن المسؤولية المناطة به، فيطغى التلاوم بين الناس، ويضمحل العمل الإيجابي، وتنمحي المحاسبة الهادفة، ويحمل المقصر في نفسه غلا وحنقا على من سواه دون علة معتبرة، وإنما هو الهروب من الواقع وعدم الاعتراف بالخطأ، وتصغير ما من شأنه التكبير في جانب خطئه، وتكبير ما من شأنه التصغير في جانب لومه الآخرين، فيجمع بين خطيئتين اثنتين، خطيئة عدم اعترافه بخطئه، وخطيئة رميه الآخرين بالسبب، وهذه معرة لها غوائلها التي لا ينبغي أن يغفل عنها من وهبهم الله قلوبا يفقهون بها، وأعينا يبصرون بها، وآذانا يسمعون بها، فلقد عاتب الله المؤمنين يوم أحد حين قال عنهم(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير).

ألا إنه لمن المسلمات التي لا ينبغي أن يختلف فيها اثنان، أن كل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، كما قال جل شأنه(كل نفس بما كسبت رهينة)وقال(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).

لذا كان جديرا بالمرء المسلم، أن يكون واضحا مع نفسه، صريحا في نقدها، جادا في تقويمها، صادقا في تصحيح مسارها، فإنه إذا استقام العود استقام الظل بالضرورة، وإلا صار كلا على نفسه وعلى مجتمعه، وحملا ثقيلا في نواحي الحياة الجماعية، ولا يكون كذلكم إلا القعدة المتعثرون، الذين ينتظرون السماء أن تمطر ذهبا أو فضة وهم مستلقون على فرشهم، ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: " كل الناس يَغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أَو موبقها " رواه مسلم.
14421122 AO4I002014421122 AO4I002314421122 AO4I002714421122 AO4I004514421122 AO4I992614421122 AO4I994114421122 AO4I994514421122 AO4I995514421122 AO4I996114421122 AO4I997414421122 AO4I998614421122 AO4I9997AO4I0033 Edit