الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11743)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(3 أصوات)

نفذت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إجراءاتها المتبعة للتعامل مع الحالات المطرية، وذلك بالتزامن مع هطول أمطار خفيفة شهدها المسجد الحرام عصر اليوم الجمعة.

وقد عُززت مسبقًا أعداد العاملين والمعدات لمباشرة أعمالها وفقًا للمتابعة الدورية للطقس بالتنسيق مع الجهات المختصة؛ لضمان سلامة القاصدين خلال أداء نُسكهم.

وفي ذات الإطار وجهت الهيئة العامة رسائل توعوية عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعية تتضمن إرشادات للزوار والمصلين للتعامل مع الحالات المطرية أثناء التواجد في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: حقيقة العبودية لله تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل، والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها، فهو العلم الذي يقوم عليه توحيد الرب سبحانه وعبادته، وأعظم حاجة للأرواح معرفة بارئها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه واسمائه، وبقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية لربه والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه.

وأكمل: والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه؛ وأسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح؛ وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها؛ لدلالتها على أوصاف الكمال، ومن أسمائه سبحانه «الكبير»؛ فهو الكبير في ذاته واسمائه وصفاته، الموصوف بالجلال والكبرياء،
وتحقيق أن الله أكبر من كل شيء؛ لا تبقي لمخلوق ربانية سوى ربانية الله، فلا يستحق العبادة أحد سواه، قال سبحانه: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
وأضاف فضيلته: والمخلوقات لا يحصي عددها، ولا يدرك علومها وحقائقها غائبها وشاهدها، ولا يحيط بها إلا الكبير سبحانه، والله تعالى موصوف بالكلام، وكلامه موصوف بالجلال والعظمة، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كانه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير».

وبيّن: وربنا له الكبرياء والعظمة، حاكم في خلقه، عادل بينهم: فالحكم لله العلي الكبير، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «في قوله: الله أكبر؛ إثبات عظمته فإن الكبرياء يتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل، وامر الله عباده أن يكبروه تكبيراً؛ تبرئة له من كل نقص وعيب نسب إليه.

وأكمل فضيلته: وعبادات أهل السماوات والأرض كلها المقصود منها تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعاراً للعبادات الكبار، فالتكبير في الصلاة ذل وانكسار بين يدي كبرياء الله وعظمته، فتكبيرات الصلاة في اليوم - من الأذان إلى الفراغ من الذكر في الصلوات الخمس وسننها الراتبة - أربع مئة وإحدى وأربعون تكبيرة، فالدعاء إليها تكبير وبه يختم، والإقامة مثل ذلك، وتحريمها والانتقال بين أركانها تكبير، وبعد انقضاء الصلاة تسبيح وتحميد وتكبير.

وأوضح: الهداية نعمة عظيمة تستحق الشكر، وشكرها بالتكبير كما في ختام الصيام؛ والحج من أعلام الدين الظاهرة، شعاره التوحيد وتعظيم الله بالتكبير على
الصفا والمروة، وعند رمي الجمار.
وأعظم الأيام عند الله يستحب فيها الإكثار من التكبير، ويسن التكبير في الأفراح؛ كالعيدين، وعند المسرات وسماع البشارات، ويشرع عند رؤية آية من آيات الله كالكسوف، وعند التعجب وكل أمر مهول؛ والمسلم يأوي إلى فراشه مسلماً نفسه لله مسبحاً محمداً مكبراً، ومن دعته نفسه إلى ظلم ضعيف من زوجة وغيرها؛ فليتذكر أن الله أكبر منه، والتكبير مشروع في المواطن الكبار، والمواضع العظام، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد وهي جماع مصالحه».

وبيّن: و «الله أكبر» كلمة عظيمة أمر الله بها؛ ليستولي كبرياؤه في القلوب، وثوابها جزيل، وبها تنال الدرجات العلا، وهي من الكلمات التي يحبها الله؛ وبالتكبير والتحميد والتسبيح تفتح أبواب السماء؛ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القائلُ كلمة كذا وكذا؟» قال رجل من القوم: أنا، يا رسول الله. قال: «عجبتُ لها، فتحت لها أبواب السماء»؛ وقال صلى الله عليه وسلم (بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله ، والله أكبر،…).

وأكمل فضيلته: فالله هو الكبير الأكبر، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض، وكبرياؤه أمر تعجز العقول عن إدراك حقيقته، أو تصوره، أو معرفة كيفيته، وكل ما يخطر بنفوس العباد من التعظيم فالله أكبر منه، والمؤمن يتوكل على الرب الكبير، ويفوض أموره إليه، ويدعوه وحده ويتعلق به.

واختتم الخطبة بقوله: لا سعادة للعباد، ولا صلاح لهم، ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم ويكون وحده غاية مطلوبهم، والتعرف إليه قرة عيونهم، والكبرياء من خصائص الربوبية، وتوعد الله من اتصف به من الخلق؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: (العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه) رواه مسلم.


فليحذر العبد من العلو في الأرض، والتكبر على الخلق، والتعاظم عليهم وظلمهم. 

5D6583CB D649 4805 ACD4 48C42AFB136001C0CBD7 CC57 4A8A 85DE 3B9C6C1D531D1ECA5209 3A86 414A 8007 7DC3E8D09572
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام.

 

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أوصيكم أيها الناسُ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فقد أُعدِّت للأتقياء جِنانُه، ووَجبتَ للأشقياء نيرانُه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾.

أيها المؤمنون: الشدائدُ والكُرَب، والمَكارهُ والنُّوَب، مصحوبةٌ بهِبات الله وألطافه، وخيراتِه وإسعافه ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ ، وعن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: (من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه) أخرجه البخاري، وعن صهيب رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له) أخرجه مسلم. 

 

وأضاف فضيلته مبيناً أنّ قضاءُ الله سبحانه في عبده دائرٌ بين العدلِ والحكمة، والرحمة والنعمة، ومن دعاء النبي ﷺ: (اللهم إني عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فـيَّ حُكمُك، عدلٌ فـيَّ قضاؤُك) أخرجه الإمامُ أحمدُ وصححه ابنُ حبانَ من حديث عبدِالله بنِ مسعود رضي اللهُ عنه، وقال أبو العباسِ بنُ عطاء: (الفرحُ في تدبير الله تعالى لنا، والشقاءُ في تدبيرنا). 

 

وإذا أراد اللهُ ابتلاءَ عبده بمصيبة هيَّأه لها، وأعانه على الاضطلاع بثِقَلها، ووفَّقه لصبرٍ يزداد بسببه إيمانُه، ويَقوى إيقانُه، ويَحظى بالثواب الجزيل، والأجرِ الجميل، قال تعالى: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾

 وقال تعالى مُخبِرًا عن أهل دار القرآر ﴿وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ ۝ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴾

وبين فضيلة الشيخ بندر بأن مِن أجَلِّ ألطاف الله في المكاره والبلايا: ما يناله المبتلى الصابرُ من منزلة الرضا، فهو رُوحُ مقاماتِ الدينِ، ومُستنَزَلُ الخيرات، ومُسْتدَرُّ البركات، ومَهْبِطُ الرحَمات، ولا يزال المُبتلى يرضى عن الله حتى يرضى اللهُ عنه، قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ ذلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ﴾.

 

 كتب عمرُ ابنُ الخطابِ إلى أبي موسى الأشعريِّ رضي اللهُ عنهما: (أمابعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبر) قال ابنُ القيم رحمه الله: (قال بعضُ العارفين: ارْضَ عن الله في جميع ما يفعلُه بك، فإنه ما مَنَعك إلا ليُعطيَك، ولا ابتلاك إلا ليُعافيَك، ولا أمْرضك إلا ليَشفيَك، ولا أماتك إلا ليُحييَك، فإياك أن تُفارقَ الرضا عنه طَرفةَ عين).

 

وفي الخطبة الثانية قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام: اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه ولا تعصوه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾ 

يامَن أحاطت به الشدائدُ والبَلِيات، ونزلت به المصائبُ والمدلهمات: ما اشتد كربٌ إلا وهان، ولا تمَّ أمرٌ إلا وأخذ في النُّقصان. 

 

اجعلْ مولاك نُصبَ عينيك، وقِبلةَ قلبك، والطمعَ في فرجه منتهى سُولِك، وغايةَ مأمولِك، فليس على غيرِ الله مُعوَّل، ولا عنه مُنصَرف ولا مُتحوَّل.

اتخِذِ الصبرَ شعارًا لك ودِثارا، وإياك إياك القنوطَ والياس، والتسخُّطَ والتضجُّرَ والإبلاس؛ فإنه يزيدُ في البلاء والمصاب، ويُحبِطُ الأجرَ ويوجبُ العقاب. 

 

واختتم فضيلة الدكتور بليلة خطبته بالصلاة على نبينا محمدِ بنِ عبداللهِ ﷺ .

ثم دعا فضيلته بأن يعز الله الإسلام والمسلمين، وأن يفرج هم المهمومين من المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، وأيد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا وولي أمرنا، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد يا رب العالمين. 

 

كما دعا فضيلته بالسداد لجنودنا المرابطين على حدود وثغور هذه البلاد قائلاً: اللهم سدد جندنا المرابطين في الحدود والثغور، اللهم كن لهم معينًا ونصيرا، ومؤيدًا وظهيرا.

 

ثم اختتم الدعاء لإخواننا المؤمنين في فلسطين  بأن يلطُف الله بهم ويرحم ضَعفهم، ويجبر كسرَهم، ويتولَّ أمرَهم، ويسُدَّ خلتهم، ويشفِ مريضهم، ويداوِ جريحهم، ويسلُكْ قَتلاهم في الشُّهداء السُّعداء.



F652B31B E5E9 4591 AE0A BB430F4BFA92E27B3903 E034 4E21 B2FE 42FBFD8B922F0E2BEB35 4B3B 40E0 9FED FD1638748CAE

قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات في المملكة العربية السعودية ومن أبرز مصادر طلاب العلم والباحثين عن الإطلاع والمعرفة؛ بقرابة 70 الف عنوان في قاعة الإطلاع.

وبإمكان المستفيدين البحث عن المصادر العلمية عن طريق نظام الفهرس الآلي في المنصة السحابية، والتي تُمكن البحث بعناصر مختلفة كالعنوان والمؤلف ورؤس الموضوعات.

IMG 20231025 082412 455
IMG 20231025 082412 549
وتجري عملية تزويد قاعة الإطلاع بالكتب عبر تسليمها إلى قسم التزويد، والذي بدوره يقوم بالإطلاع عليها ومراجعتها، وإدخالها في بيانات جرد الكتب الخاصة، ثم تذهب لقسم الفهرسة لكي يتم تصنيفها، ثم إدخالها إلى القاعة و وضعها في مكانها حسب التصنيف الخاص بها.

وتعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف منذ نشأتها مكتبه تضم مقتنيات وقفيه، فمن أهم ركائزها ومسؤولياتها قديما وحديثا اختيار نوادر الكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى اختيار وتزويد المكتبه بمجموعات الكتب للموضوعات والعلوم المختلفة. 

IMG 20231025 082412 968IMG 20231025 082413 022

وكونها تحوي أندر المخطوطات والمطبوعات تجري العناية بالكتب والصحف القديمة وإعادة ترميمها عن طريق إدارة الترميم والتعقيم؛ والتي تهدف إلى الحفاظ على أوعية المعلومات الموجودة في مكتبة الحرم المكي الشريف وصيانتها ليتسنى للمستفيدين الانتفاع بها.

وتضطلع إدارة الترميم والتعقيم أيضًا بصيانة الكتب الموجودة في قاعة الإطلاع و قاعة الدوريات والصحف و المحافظة عليها عبر تعقيمها باستخدام جهاز الأوزون وهو جهاز صديق للبيئة وليس له أضرار على الأنسان حيث يقوم بتحويل غاز الأكسجين إلى غاز الأوزون الذي بدورة يساعد على تعقيم الكتب والقضاء على الحشرات و الكائنات الدقيقة الموجودة فيها خلال 8 ساعات.

كما يتم إصلاح الأضرار الموجودة في الكتب بفحصها على الأرفف واستخراج ما يلزم إصلاحه عن طريق عمليات التجليد المختلفة حسب الضرر الموجود في الكتاب، وبعد الانتهاء من عمليات التعقيم و الإصلاح تتم إعادة جميع أوعية المعلومات إلى الإدارات المعنية سواء قاعة الإطلاع أو الدوريات والصحف أو الخدمات الأخرى.

IMG 20231025 082412 730
وفي سنة 2021 م تم البدء في عملية ترميم صحيفة البلاد عدد 1381-1382 هـ الموجودة في معرض المكتبة، حيث تم ترميم 462 صفحة، عبر تجميع الأجزاء الممزقة وتثبيتها في مكانها الصحيح و ترميم الشقوق باستخدام الورق الياباني و الكاوية الحرارية؛ حفاظاً عليها من التلف وفقد بعض من أجزائها، وفهرسة عدد 650 مخطوطة من مخطوطات الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله.
 

الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2023 11:36

تراث صوتي عريق من المسجد الحرام

قيم الموضوع
(0 أصوات)


نشأت إدارة المكتبة الصوتية في عام ١٤٠٧هـ، وهي تحوي أرشيف للمواد الصوتية المتنوعة المسجلة من داخل المسجد الحرام، والتي يتم تحويلها إلى نسخ رقمية.

IMG 20231024 113403 538IMG 20231024 113403 352
وتعمل الإدارة المختصة على فرز الأشرطة، والتأكد من احتواءها على المادة الصوتية، وتسجيل البيانات الموجودة عليها في قاعدة البيانات، وإضافة رقم تسلسلي لها، وحفظها في الأماكن المخصصة. 
كما أن الأرشفة الصوتية الرقمية تمر بعدة مراحل تبدأ باستلام اللغات الواردة من المسجد الحرام، وفرزها وترتيبها على حسب أسم الشيخ والكتاب، وتسجيل البيانات في قاعدة الأرشيف، وإتاحة المادة الصوتية للمستفيد. 
IMG 20231024 113403 432
وتخضع المواد الصوتية للمعالجة من خلال التعرف على جودتها، باستخدام برامج الهندسة الصوتية، وإزالة الفراغات والتشويش والمشاكل الفنية في المادة الصوتية، ومعالجة الملاحظات الواردة من اللجنة العلمية للمادة الصوتية، وإخراج المادة الصوتية بعد المراحل السابقة بأعلى جودة ممكنة. 
IMG 20231024 113403 079IMG 20231024 113402 769IMG 20231024 113403 433IMG 20231024 113403 118IMG 20231024 113403 206
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان واستهل فضيلته خطبته الأولى عن عزة الإسلام ونصرة أهله وابتلاء المومنين فقال: إن الإسلام دين العزة و النصر و التمكين، دين الرحمة والرأفة والرفق واللين، دين الحق و الصدق و العدل و اليقين، دين السعادة و الفلاح و الفوز في الدارين ختم الله به الرسالات، ونسخ به الملل والديانات، وجعله طريق العزة و النجاة، ومفتاح الجنات، ووسيلة الأمن والاستقرار والاستخلاف والتمكين في هذه الحياة.

إن الله سبحانه وتعالى هو القاهر المدبر، له الأمر من قبل ومن بعد، وإليه ترجع الأمور، {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ }، لا مبدل لكلماته، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وقد كتب الغلبة والنصر لدينه وأوليائه،فقال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }.

ووعد أولياءه بالنصر والتمكين، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}.

و قد كتب الله الخزي والذلة والصغار على من حارب دينه، وظلم أولياءه، قال تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ* فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ } .

إن الله تعالى يبتلي المؤمنين اختبارا وتمحيصا ثم يجعل لهم العاقبة، قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ , وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }،

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن الصراع بين الحق والباطل وتأخر النصر فقال : وفي خِضم الابتلاء و الصراع بين الحق والباطل قد يبطئ النصر على المؤمنين فيعظم الخطب، ويشتد الكرب ، ويتأخر الفرج، حتى تخيم ظنون اليأس والقنوط ثم يأتي نصر الله، قال الله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }.

وعن صهيب بن سنان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ].

وتحدث فضيلة البعيجان في خطبته الثانية عن سنة صراع الإيمان والكفر فقال : الصراع بين الإيمان والكفر سنة من سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} و منذ بزوغ فجر الإسلام وأعداؤه الكفرة له بالمرصاد يتربصون به في كل حاضر وباد ويتحالفون عليه بالجموع والأعداد، لكن الله تكفل بحفظ دينه وأوليائه، وجعل دائرة السوء على أعدائه {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.

إن الله تعالى يمهل ولا يهمل، يملي للكفرة الظالمين، وينتقم للمظلومين، قال تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، وقال: {وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }، وقال: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا * إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} فتأخر عقاب الله وبطشه بكفرة الظالمين لحكمة بالغة، وليس إكراما لهم أو نسيانا عنهم، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}.

فأحسنوا الظن بالله، و استمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم وكونوا يدا على عدوكم واسمعوا وأطيعوا لولاة أمركم وأسالوا الله الثبات على دينكم فان لدينكم عليكم واجباً فأدوه ، ولأمتكم عليكم حقاً فوفوه، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه.

F84BabaXMAAamifF84BabbXAAAh shF84BabcWEAAvOzW
قيم الموضوع
(2 أصوات)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة بالمسجد الحرام أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الجهل فقال : من المعلوم أن الجَهْل نقيضُ العِلْم، لكن الجَهْلَ نَوْعانِ: عَدَمُ العِلْمِ بِالحَقِّ النّافِعِ، وعَدَمُ العَمَلِ بِمُوجَبِهِ ومُقْتَضاهُ، فَكِلاهُما جَهْلٌ، وَسُمِّيَ عَدَمُ مُراعاةِ العِلْمِ جَهْلًا، إمّا لِأنَّهُ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ، فَنُزِّلَ مَنزِلَةَ الجَهْلِ، وإمّا لِجَهْلِهِ بِسُوءِ ما تَجْنِي عَواقِبُ فِعْلِهِ.

فهذا لوط عليه السلام وصف قومه بأنهم سفهاءُ جهلة بحق الله عليهم، إذ خالفوا الفطرة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى: ﴿وَلُوطًا إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، وفي دعاء يوسف عليه السلام ربه ﴿وَإِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ﴾ أي من الذين لا يعملون بما يعلمون، لأنّ‌ مَن لا جدوى لعلمه فهو ومَن لم يعلم سواء.

وتحدث فضيلته عن مخالفة العلم والعمل بضده فقال : وإذا كان طلب العلم من أعظم القربات؛ فإن مخالفة العلم والعمل بضده من أعظم المنهيات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العلم الذي لا ينفع؛ فلا بد للمرء من أن يعمل بعلمه وإلا لم ينفعه علمه، وكان ما تعلمه حجة عليه، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال: لي يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم، فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟" وعن الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله قال: "لَا يَزَالُ الْعَالِمُ جَاهِلًا بِمَا عَلِمَ حَتَّى يَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا عَمِلَ بِهِ كَانَ عَالِمًا"، وقال رحمه الله: "إِنَّمَا يُرَادُ مِنَ الْعِلْمِ الْعَمَلُ، وَالْعِلْمُ دَلِيلُ الْعَمَلِ"، وعن بِشْر بْنَ الْحَارِثِ رحمه الله قال: "إِنَّمَا فَضْلُ الْعِلْمِ؛ الْعَمَلُ بِهِ".

إن الجهل داء خطير وشر مستطير وهو رأس كل خطيئة، ومنشأ كل ضلال وسبب عظيم لإضاعة الدين والدنيا؛ لذا ينبغي أن يكون المرء على بصيرة من أمره وألا يقع فيما وقع فيه أهل الجهل، وأن يتأمل منهج القرآن الكريم في التحذير من أفعال أهل الجاهلية المقيتة حتى لا يشابههم في ذلك، قال ابن تيمية رحمه الله: "فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنَّما أحدثه لهم جهال، وإنَّما يفعله جاهل".

فمن مظاهر ذلك أيها الإخوة أنهم من جهلهم وضلالهم يظنون بالله ما لا يليق به كما قال جل وعلا: ﴿يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية﴾ وهو ظنهم أنَّ الإسْلامَ لَيْسَ بِحَقٍّ وأنَّ أمْرَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصلاة والسَلامُ باطل يَضْمَحِلُّ ويَذْهَبُ، وأن الله لن يَنْصُرَ نبيه ﷺ ولا يُتِمُّ ما دَعا إلَيْهِ مِن دِينِ الحَقِّ، قال ابن كثير رحمه الله: "وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ، اعْتَقَدُوا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا ظَهَرُوا تِلْكَ السَّاعَةِ أنَّها الْفَيْصَلَةُ  وَأَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ بَادَ وأهلُه، هَذَا شَأْنُ أَهْلِ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ إِذَا حَصَلَ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ الْفَظِيعَةِ، تَحْصُلُ لَهُمْ هَذِهِ الظُّنُونُ الشَّنِيعَةُ. " رحمه الله.

ولا عجب أن يكون هذا حال الجاهل بالله وصفاته، وهو بخلاف ما جاء به الإسلام في جانب الاعتقاد الذي أساسه المعرفة بالله تعالى وأنَّ ما أرادَهُ كانَ؛ ولا يَكُونُ غَيْرُهُ، وأنه جعل العاقبة للمتقين.          

واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن مظاهر الجهل فقال : ومن مظاهر جهلهم وفساد عقيدتهم ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ والاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ عَلَى مَنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ الله المُحْكَم وَعَدَلَ إِلَى مَا سِوَاهُ مِنَ الْآرَاءِ وَالْأَهْوَاءِ وَالِاصْطِلَاحَاتِ، الَّتِي وَضَعَهَا الرِّجَالُ بِلَا مُسْتَنَدٍ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ، كَمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْكُمُونَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَاتِ وَالْجَهَالَاتِ، مِمَّا يَضَعُونَهَا بِآرَائِهِمْ وَأَهْوَائِهِمْ. وإنَّ مما علّمه الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الجاهلية ﴿أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِی حَكَمࣰا وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مُفَصَّلࣰا﴾ أي: لقد خَص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بِهذا الكِتابِ المُفَصّلِ الكامِلِ المعجز موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا، لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة.

كما أبطل صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أهل الجاهلية من التفاخر والتعاظم بالآباء فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، إنما هو مؤمنٌ تقيٌّ، أو فاجرٌ شقيٌّ) وفي هذه النصوص الشرعية ما يبطل الأسس التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد عند أهل الجاهلية، والقائمة على مبدأ العصبية والحمية، ويقرر قيام العلاقات على أواصر الإيمان وأخوة الدين.

ومن مظاهر جهلهم أيضًا وقوع نسائهم فيما نهى عنه عز وجل نساء هذه الأمة بقوله: ﴿ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..﴾ أيِ المُتَقَدِّمَةِ عَلى الإسْلامِ ومَا كَانَ قَبْلَ الشَّرْعِ مِنْ سِيرَةِ الْكَفَرَةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا غَيْرَةَ عِنْدَهُمْ وَكَانَ أَمْرُ النِّسَاءِ دُونَ حِجَابٍ ينكشفن وتُبرز المرأة محاسنها للرجال وتبدي زينتها ولا تسترها. فهذه بعض مظاهر أهل الجهل الذين لا يعرفون الحقّ من الباطل، بينما امتن الله على نبيه أن جعله على منهاج واضح من أمر الدين ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن علامة الساعة في رفع العلم وانتشار الجهل فقال : جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (إنَّ مِن أشْرَاطِ السَّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرَ الجَهْلُ) فكل مسلم عاقل يربأ بنفسه أن يقع في الجهل بدين اللَّه والجهل بشرعه إما علماً أو عملاً، ولا يسعه إلا أن يكون وفق ما أراد الله على علم وبصيرة يحرص على أن يتعلم العلم النافع ويستزيد منه ويتفقه في الدين ولا يخالف ما يتعلمه، قَالَ سُفْيَانُ بن عيينة رَحِمَهُ الله: "إِنْ أَنَا عَمِلْتُ بِمَا أَعْلَمُ فَأَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمَا أَعْلَمُ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَجْهَلَ مِنِّي"، كما عليه أن يجانب أهل الجهل ولا يشابههم في شيء، بل شعاره وهديه هو ما قرره صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ألَا كلُّ شَيءٍ مِن أمْرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ) أي: باطلٌ ومُهْدَرٌ، ولا يُؤخَذُ به.

فأمور الجاهلية كلها أمور باطلة لا فائدة فيها بل إن عواقبها وخيمة تعود بالضرر على فاعلها، لذا فقد تواردت النصوص الشرعية في النهي عن التَّشبُّهِ بأهل الجاهلية، أو الاقتِداءِ بهم، فمن ذلك ما جاء عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنَيْنٍ ونحن حُدَثاءُ عَهْد بكُفْرٍ، وللمشركين سِدْرَةٌ يَعْكُفُون عندَها، ويَنُوطُون بها أسلحتهم، يُقَالُ لها: ذاتُ أَنْوَاطٍ، فمَرَرْنا بسِدْرَةٍ فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أَنْوَاطٍ كما لهم ذاتُ أَنْواطٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، إنها السُّنَنُ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون﴾ لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكم) فذم سؤالهم وأنكر عليهم بأن يتشبهوا بهم.

msg 1001468035115 50458msg 1001468035115 50459msg 1001468035115 50460msg 1001468035115 50461msg 1001468035115 50462msg 1001468035115 50463msg 1001468035115 50464msg 1001468035115 50465
قيم الموضوع
(3 أصوات)
ينقل النظام الصوتي في المسجد الحرام لصوت الأذان والإقامة والصلوات والخطب، بمتابعة أكثر من (120) مهندسًا وفنيًا بشكل دائم قبيل كل صلاة، وذلك لتغذية شبكة الصوت المكونة مما يزيد على (8) آلاف سماعة داخل المسجد الحرام وساحاته والتوسعات الجديدة، والطرقات المحيطة. ويُلتقط الصوت من خلال لواقط بحساسية متطورة تلتقط أصوات المؤذنين وأئمة الحرم المكي الشريف وفق توازن صوتي تعمل عليه بشكل يومي لضمان جودة الصوت في مختلف أرجاء الحرم المكي الشريف. كما يشرف عدد من مهندسي الصيانة على مدار الساعة على ميكرفونات احتياطية لمصدر الصوت؛ تعمل حال وجود عطل بشكل تلقائي، أما صحن المطاف فيجري عمل توازن للصوت بداخله عن طريق السماعات المحيطة به.
ويُلتقط الصوت من خلال لواقط بحساسية متطورة تلتقط أصوات المؤذنين وأئمة الحرم المكي الشريف وفق توازن صوتي تعمل عليه بشكل يومي لضمان جودة الصوت في مختلف أرجاء الحرم المكي الشريف.
كما يشرف عدد من مهندسي الصيانة على مدار الساعة على ميكرفونات احتياطية لمصدر الصوت؛ تعمل حال وجود عطل بشكل تلقائي، أما صحن المطاف فيجري عمل توازن للصوت بداخله عن طريق السماعات المحيطة به.
photo_5868215496313258209_y.jpgphoto_5868215496313258208_y.jpgphoto_5868215496313258206_y.jpgphoto_5868215496313258203_y.jpgphoto_5868215496313258202_y.jpgphoto_5868215496313258201_y.jpgphoto_5868215496313258200_y.jpgphoto_5868215496313258199_y.jpgphoto_5868215496313258198_y.jpgphoto_5868215496313258196_y.jpgphoto_5868215496313258205_y.jpgphoto_5868215496313258197_y.jpgphoto_5868215496313258195_y.jpgphoto_5868215496313258193_y.jpgphoto_5868215496313258194_y.jpgphoto_5868215496313258191_y.jpgphoto_5868215496313258192_y.jpgphoto_5868215496313258204_y.jpgphoto_5868215496313258215_y.jpgphoto_5868215496313258214_y.jpgphoto_5868215496313258213_y.jpgphoto_5868215496313258212_y.jpgphoto_5868215496313258210_y.jpgphoto_5868215496313258190_y.jpg
قيم الموضوع
(0 أصوات)


تخضع عملية التبريد في أرجاء البيت العتيق لعملياتٍ عدة بهدف تلطيف أجواء المسجد الحرام, ويتم ضبط درجة الحرارة الخاصة بالمياه المثلجة في محطة التبريد ما بين (4) إلى (5) درجات مئوية وصولاً إلى غرف مناولة الهواء، لتتم بعدها عملية التبادل الحراري وخروج الهواء المبرد إلى المسجد الحرام بما يصل إلى (155) ألف طن تبريد.


وتتم عملية التحقق من الجودة وفق آليات عمل تعتمد على الدراسة والمراقبة والتحليل والتقييم المستمر ودراسة النتائج بشكل دوري، وأخذ الإجراءات الوقائية، كما يتم مراجعة البيانات وأداء الأجهزة من خلال غرفة التحكم، بصورة يومية وعلى مدار الساعة لضمان أداء مهامها بكفاءة عالية.

وتتضمن عملية التبريد عدة مراحل، حيث تتم عملية تنقية الهواء عن طريق فلاتر تعمل بكفاءة وتقنية ترشيح عالية، تمنع مرور جزيئات الغبار والجسيمات الصغيرة إلى بيئة التكييف، ثم يتم تعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم.

وتخضع أجهزة التكييف لمنظومة من الإجراءات والعمليات القابلة للتطوير والتحسين من قبل الكوادر الهندسية والفنية، وذلك من خلال محطتين رئيسيتين تقع بجوار المسجد الحرام.
IMG 20231017 110549 985IMG 20231017 110606 169IMG 20231017 110604 189IMG 20231017 110559 192IMG 20231017 110556 595IMG 20231017 110553 480

قيم الموضوع
(1 تصويت)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور احمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله أيها المؤمنون: قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ (112) وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ (113) أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ (114) وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِۦۖ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ)؛ وكذلك الحال في أتباع الأنبياء وأعدائهم.

وأكمل: والله إذا أخبر فخبره الصدق، وإذا حكم فحكمه العدل، لا يُبدل القول لديه، والكل منه وبه وإليه؛ وفي إخباره سبحانه عدل أحكامه، وفي أحكامه صدق أخباره (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا)؛ وتمت كلمة ربكم صدقاً في صفة الأمة المحمدية وخصالها السنية، ونعوت خصومها الردية، فقال: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ*لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ*ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).

وأضاف فضيلته: بيّن لكم سبحانه أن ذلة العدد لا تضر مع عزة المدد، فقال عز وجل: (وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (123) إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (126) لِيَقۡطَعَ طَرَفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡ يَكۡبِتَهُمۡ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127) لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ).

وتابع فضيلته: وما الإمداد إلى مع الاستعداد، فأما استعداد الأرواح القائمة بالعزيز الوهاب، فقد تمت كلمة ربكم عدلاً، فشرع أسباب الفلاح والنصر في الدنيا والآخرة حالاً ومقالاً وفعلاً، قال سبحانه: (وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ (133) ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (134) وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ (135) أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ (136) قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ (137) هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ).

وأوضح: وأما استعداد الأجساد القائمة في الأسباب فحكم سبحانه بقوله: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ).

وأضاف فضيلته: وتمت كلمة ربكم صدقاً فقال عز ذكره وجلت حكمته: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)؛ وأخبرنا الله خبر صدق عن كثير ممن مضى من الأنبياء والأمم، فقال سبحانه: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ* وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ*فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ).

وأكمل: ثم حكم سبحانه عدلاً وأخبر سبحانه صدقاً أن الخسار في طاعة الكفار، وأن النصر في ولاية العزيز القهار، وأن الفشل مع التنازع والمعصية وإرادة الدنيا، ونهى الله أهل الإيمان عن تخذيل إخوانهم وتحسيرهم، وأمرهم فيما بينهم باللين والاستغفار والمشاورة، والتوكل َعلى الله والاستنصار به، وتنكب أسباب الخذلان بالغلول ومعصيةالرسول، ومن ظن أن القتلى من الفريقين سواء، فليقرأ قوله تعالى: (أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِ كَمَنۢ بَآءَ بِسَخَطٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ (162) هُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ).

وأضاف: وتمت كلمة ربكم صدقاً وعدلاً بالمنة على المؤمنين بسيد المرسلين، وإنقاذهم به من الضلال المبين، وأن المصيبة تحل علينا من أنفسنا، بمخالفة أمره، وترك هديه.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: وتمت كلمة ربك ربكم صدقاً يورث اليقين، وعدلاً يحكم بالثبات على الحق إلى يوم الدين، قال سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).