الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11743)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)

وقعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للخدمات البريدية واللوجستية (سبل)، على هامش مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة ٢٠٢٤.

وتهدف الاتفاقية إلى دراسة تقسيم المسجد الحرام وساحاته إلى مناطق وعناصر مُرمَزة لتحديد المواقع الجغرافية بدقة، وسهولة الوصف المكاني للقاصدين والعاملين بالمسجد الحرام.

كما ستسهم في قياس مؤشرات الأداء وتوزيع الكوادر العاملة حسب الطاقة الاستيعابية والتشغيلية مما يحقق أعلى معايير الجودة في الخدمات المقدمة في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(3 أصوات)

زار عدد من المسؤولين والوفود الرسمية جناح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المشارك في المعرض المصاحب لمؤتمر خدمات الحج والعمرة 2024م والذي يتم فيه التعريف بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

ويتضمن الجناح على العديد من المحتويات التوعوية والخدمات التي تقدمها الهيئة في سبيل إثراء تجربة ورحلة الزائر والمعتمر والحاج وتعريفهم بالجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.

يذكر أن مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024م يقدم الفرص النوعية لرواد الأعمال في منظومة الحج والعمرة، وبناء وتطوير الخدمات المبتكرة التي تثري تجربة ضيوف الرحمن خلال رحلتهم الإيمانية بالمملكة العربية السعودية.
photo 5828029338455490086 w 2photo 5828029338455490087 wphoto 5828029338455490082 wphoto 5828029338455490084 wphoto 5827905128001291351 w
قيم الموضوع
(1 تصويت)

إثراءً للتجربة الدينية لزوار المسجد الحرام وتوفير البيئة الروحانية المطمئنة تحرص الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تقديم كافة الخدمات التوجيهية والإرشادية لضيف الرحمن, من خلال العديد من الإدارات المختصة داخل البيت العتيق لتعينهم في أمور العقيدة والمناسك وبلغات عدة.

إجابة السائلين
يقوم على إجابة وإرشاد السائلين (71) من أصحاب الفضيلة والعلماء مع وجود المترجمين في المواقع المخصصة لإرشاد السائلين مع أصحاب الفضيلة المشاركين، حيث يتم الرد على الاستفسارات والأسئلة الواردة باللغة المناسبة للزائر والمعتمر، عبر ما يقارب (7) مواقع داخل المسجد الحرام، كما يوجد (4) مكاتب للرد على السائلين هاتفياً عبر رقمين مجانيين للإجابة عن المسائل الشرعية الثابت أو الجوال وهما (8001222400)،(8001222100).

بث رقمي للدروس والمحاضرات من المسجد الحرام
وتبث الدروس والمحاضرات والدورات العلمية من المسجد الحرام للزوار وطلبة العلم في أنحاء العالم وتستثمر جميع وسائل الإعلام في البث والنشر لتصل لأكبر فئة مستهدفة من طلاب العلم والباحثين وعموم المسلمين في مختلف انحاء العالم, ولإيصال الرسالة العلمية بالمسجد الحرام لأكبر شريحة من المستفيدين يتم تسجيل الدروس وتوثيقها على نسخ إلكترونية رقمية ومن ثم حفظها على أقراص مدمجة أو أجهزة (يو إس بي) وغيرها من وسائل حفظ المعلومات الإلكترونية الحديثة وترفع عبر منصة منارة الحرمين، ومنصة يوتيوب الخاصة بالإدارة‏(https://youtube.com/twjehDM)  أو عن طريق رابط البث المباشر الصوتي مكسلر (http://mixlr.com/twjeh) .

منصات رقمية
خصصت الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عددا من المنصات التوجيهية الرقمية للاطلاع والاستفادة من جديد الدروس والمحاضرات والدورات العلمية المقامة بالمسجد الحرام وهي:
منارة الحرمين: ‏https://manaratalharamain.gov.sa
يوتيوب: ‏https://www.youtube.com/twjehDM
مكسلر للبث المباشر الصوتي: ‏http://mixlr.com/twjehdm
ساوند كلاود المنصة الصوتية: ‏https://soundcloud.com/twjehdm

منارة الحرمين الشريفين
وللتقنية الحديثة دور كبير ورائد في نقل العلوم والمعارف العلمية والشرعية خاصة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم وتدريسه تلاوةً وتجويدًا وتصحيحًا، ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الفقهية وخطب الحرمين وخطبة عرفة لتعمّ الفائدة ويستمر العلم النافع ليمتدّ أثرها إلى أصقاع العالم فأنشأت (منارة الحرمين الشريفين) قبل خمسة أعوام. وهدفها الرئيسي بث الخطب في الحرمين الشريفين وخطبة عرفة ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الشرعية والندوات والكلمات الوعظة عبر منصّة رقمية سلسة الاستخدام وفائقة الجودة لها رابط إلكتروني فعّال وأثير موجات راديو FM، مدعومة باللغات العالمية (الإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والملاوية والتركية والهوسا والصينية والروسية) وكذلك لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية؛ وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين. وهنالك خدمات ذكية متنوعة تقدّمها المنصة منها الإجابة على فتاوى السائلين عن أحكام الشريعة المتعلقة بالعبادات والنسك، وإمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات لتخدم غير الناطقين باللغة العربية وتسهّل عليهم تلاوة القرآن في كل زمان ومكان، وجدول زمني للخطب والدروس والمحاضرات والحلقات، ونوافذ للبث المباشر لقناة القرآن الكريم التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون. ويتم الدخول للمنصة عبر الرابط الإلكتروني أو مسح الباركود بالأجهزة الذكية (آبل، أندرويد) أو أثير موجات راديو FM.

مقرأة الحرمين
وفيما يتعلق بتعليم القران الكريم تعد مقرأة الحرمين الشريفين مشروعًا عالميًا لتعليم كتاب الله عز وجل للمسلمين في شتى أنحاء العالم عبر أحدث تقنية تتيح للمستفيد تصحيح التلاوة وإتقان التجويد وإتمام الحفظ والمراجعة ما بعد الحفظ بـ (6) لغات وهي (العربية والإنجليزية والأوردية والإندونيسية والملاوية والهوساوية)، والحصول على شهادات وإجازات بالسند المتصل على أيدي معلمين مجازين في علم القراءات العشر المتواترة على مدار الساعة عبر تطبيقهم الموحد (مقرأة الحرمين). وتتضمن المقرأة العديد من برامج المواد التعليمية المتاحة ومنها تصحيح التلاوة، والحفظ، والمراجعة، وشرح أحكام التجويد، ومبادئ على القراءات، وجلسات التلاوة، والمتابعة التعليمية، وحلقات البث المباشر. ويمكن التسجيل في المقرأة عن طريق الموقع الالكتروني: maqraa.gph.gov.sa.

شاشات إلكترونية لنشر المحتوى التوجيهي والإرشادي
ومن داخل المسجد الحرام وفرت الهيئة (52) شاشة إلكترونية لنشر المحتوى التوجيهي والإرشادي لزوار وقاصدي البيت العتيق، يقوم بالإشراف عليها فريق مختص في الجانب الشرعي والتوجيهي من أصحاب المعالي والفضيلة، وتترجم إلى عدة لغات من خلال كادر مخصص للترجمة واللغات. وتتواجد الشاشات على مداخل ومخارج المسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه ويتم تغيير محتويات الشاشات من خلال غرفة تحكم، كما يتم متابعة جميع الشاشات الإلكترونية وملحقاتها والارتقاء بجودتها للوصول إلى أفضل المواصفات والمعايير العالمية.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.


وبعد أن حمد الله عز وجل بدأ خطبته بقوله: معاشر المسلمين: في ظل مشاغل هذا العصر، وضغوط الحياة، وتجدد مطالبها، يشتكي كثير من نزع البركة، التي هي من المطالب الضرورية في متع الحياة الدنيا، لتنمو وتزداد وتظهر ثمارها الخيرة، ولذا فما نزعت البركة من شيء إلا فاتت ثماره الطيبة، ومنافعه اليانعة؛ بل ما نزعت من أمر إلا وحلّ به العناء والشقاء، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس السَّنَةُ بأنْ لا تُمطَروا ، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا)، رواه مسلم؛ والسَّنَةُ هي الجدب والقحط.

وأكمل: ولهذا فالموفق يبحث عن أسباب حلول البركة ووقوعها، ويسعى لتحقيقها في أمور حياته كلها، لتنمو منافعها، وتزداد خيراتها، وتتحقق الحياة الطيبة بها؛ فالبركة فيما أعطي الإنسان، تزول بها أخطار القلاقل النفسية، والمخاوف المتوقعة، مما تحصل به طمأنينة النفس وراحتها ورضى القلوب وسعادتها.

وأوضح فضيلته: ألا وإن أعظم أسباب استجلاب البركات، وحصول الخيرات والمسرات، هو الاستقامة على طاعة الله تبارك وتعالى، ولزوم شرعه، والوقوف عند حدوده، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).

وأكمل: كما أن أعظم أسباب نزع البركة، فشو المحرمات والتمادي في المعاصي والسيئات، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

وبيّن فضيلته: إن من آثار نزع البركات ما يعانيه العالم اليوم من مشاكل اقتصادية كبرى، وتحديات مالية عظمى، مع توافر المقدرات الهائلة، والأموال الطائلة، ومع هذا يعاني العالم من التضخمات الخطيرة، والغلاء الفاحش، وتراكم الديون الطائلة، وكل ذلك بسبب بعد كثير من الخلق عن المنهج الرباني، الذي رضيه خالقه لهم، وجعله السبيل لسعادتهم في معاشهم و في معادهم؛ ومن ذلك انتشار المعاملات الربوية، التي يبنى عليها اقتصاد العالم اليوم، مما أحلّ بهم النكبات الاقتصادية، والمشاكل الاجتماعية المتعددة، قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).

وأوضح: لقد كثر وتنوع في عالم اليوم الغش التجاري بصور لا نهاية لأنواعها، ولا حد لأشكالها، مما كان سبب في حلول المخاطر المالية المختلفة، ومما عاد ذلك على التعاملات المالية بالكساد والخراب، قال صلى الله عليه وسلم: (الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).

وأضاف فصيلته: من أسباب نزع البركة في الأموال، انتشار الأيمان الكاذبة لترويج السلع، ويلحق بذلك كل ماكان في هذا المعنى، من الإعلانات التجارية التي تحمل تزوير الصفات، والخداع بالناس كما هو منتشر اليوم في وسائل التواصل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ).

وبيّن: من أسباب نزع البركات الخاصة والعامة، التسلط على الأموال العامة، بالنهب، والسلب، والتلاعب والخيانة، آثارها مدمرة على الآخذ وعلى المجتمع ككل، وهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ).
وإذا كان هذا حال من يأخذ المال العام بلهف وتطلع وطمع وشره، فكيف بمن يأخذه على وجهٍ محرم.

وأكمل فضيلته: من أسباب نزع البركة، ووقوع الكوارث الاقتصادية في المجتمع، التلاعب بأموال الخلق من عدم الوفاء بثمن مبيع، أو رد قرض، أو أجرة ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ)؛ فاتقوا الله عباد الله، والتزموا بالمنهج الإلهي، والهدي النبوي، في جميع تعاملاتكم وشؤون حياتكم، تنزل بكم البركات، وتعم الخيرات، ويفتح لكم من ثمار الدنيا اليانعات النافعات.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن أرادت الأمة وقوع البركات المتناهية، والخيرات المتكاثرة، فعلينا جميعاً التوبة الصادقة، والأوبة الجادة، وإصلاح ما فسد بمنهج الإسلام، وأوامر القرآن، وسنة ولد عدنان، عليه أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).

WhatsApp Image 2024 01 05 at 1.56.53 PMWhatsApp Image 2024 01 05 at 1.57.01 PMWhatsApp Image 2024 01 05 at 1.57.10 PM
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام ابتدأها قائلاً: الحَمْدُ لِلَّه تفَرَّدَ بالألوهية توحيداً واعظاما، نحمده -سُبْحَانه- أظْهر بَدِيع حكمته حقيقةً لا أوْهاما، فاتَّقوا الله –عِبَاد الله- واعلموا أنَّ تَقْوَاه هي السِّرَاجُ المُنيرُ في حُلَكِ الدُّجَا، والمُعْتصَمُ الوثيق لِذَوي الحِجَا، والمِعْرَاجُ السَّنِيِّ عِنْدَ الضَّرَاعَة والالتجاء، وبها الظَّفر وأيم الله - بالرَّغَائِب والرَّجَا، فالقدر محتوم، والرزق مقسوم، ومن لم يتزود التقوى فهو المغبون المحروم ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾.

وأضاف معاليه: في عالمٍ يموج بالتحديات والأزمات، وفي عصر كثرت فيه الأوهام والخيالات، تأتي أهمية استجلاء الحقائق والموقف الحق مما يشاع ويذاع مما يخالفها، وإنَّ الحقيقة الكبرى التي لا تخالجها الخيالات والاوهام، توحيد الملك العلام، فلقد بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، بعقيدة التوحيد الصَّافية الخالصة {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]؛ ليُحرِّرَ العقول والقلوبَ من رِقّ العُبوديَّةِ لغيرِ الله، ويُثبت فيها أن لا إله إلا الله، كلمة، الإخلاص، ومُفردة الاختصاص، وعنْوان الفوْزِ والخلاص، ولِيرفعَ النفوسَ إلى قِمَمِ العزِّ والشَرفِ والإباء، ويسموَ بِها عن بُؤرِ الالحاد والشِّركِ والوثنيَّة والشّقاء، والخُرافَةِ والشعوذة والأرْزاء، وإنّ أول أركان الإسلام الحميدة، وأوثقِ عُرى الإيمان المجيدة، وأرسخ ثوابت عقيدة السلف الصالح العتيدة، شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّه سبحانه الذي يملك النفْع والضُّر وحده، {وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}، وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه.

مؤكداً أن تلك هي عقيدةَ المسلمِ الصحيحة، وهي أعزُّ شيءٍ عليهِ وأغْلى ما لديه، فلا مُساومةَ عليها مهما كانت المتغيرات، ولا تنازل عنها مهما كانت التحديات، فالمؤمن الحقّ ديْدنُه التوكُّل على ربّه، فلا يدعو ولا يرغب ولا يرجو إلا خالقهُ عزّ وجلّ، ولا يخاف و لا يرهب إلا منه وحده تبارك وتعالى، {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين}، ومن أجلِ ذلك أيُّها المؤمنون جاء النهي صريحًا في الكتاب العزيز والسنَّة النبوية المطهّرة، عن كلّ ما يخالفُ هذِه الحقيقة الثابتة ويُضادُّها من الأوهام والانحرافات العقدية، كالتعلّق بغير الله سبحانه، واعتقاد النفع والضرّ بيد غيره عزّ وجلّ، ويأتي في الطليعة من ذلك؛ التّعلّق بأوهام السّحرة والمشعوذين والكهنة والعرّافين، سماسرة الخرافة والدجل والتضليل، الّذين أرْدَوْا كثيرًا من المسلمين إلى حضيض الشّرك الدّامس، والجهْل الطّامس، ومنها التعلّق بالأضرحة والمقامات، والأبراج والطوالعِ والنجوم، واعتقاد تأثيرها في حياة الإنسانِ فرحًا وترحًا، خُمولاً ونشاطًا، كدَرًا واغتباطًا، وأنَّ منْ وُلِدَ في برج كذا، فهو السعيد المحروس، ومن وُلِدَ في برج كذا، فهو التعيس المنحوس، في سردٍ للفضائح وإعلانٍ بالقبائح لا يُقرُّها شرعٌ ولا عقلٌ ولا منطق! فسبحان الله عباد الله! كيف تفْتِك الْخرافات والأوهام بعقيدة أولي الحجا والأفهام، فاحرصوا على أخذ الحقيقة، والعمل بها على ضوءِ الكتابِ والسنَّة ومنهج سلف الأمة، واحذروا من المتاجرين بالأوهام.

وأوضح الشيخ السديس أن من القواصم الفاقرات لأزكى الاعتقادات، تعاطي السحر والشعوذة وإتيان السحرة والساحرات، وإنّه – لعمر الحق- لجمعٌ بين الكُفرِ بالله، والإضرارِ بالناس، والإفساد في الأرض بوَبيلِ الأرْجاس، قال صلى الله عليه وسلم محذّرًا من الذهاب إلى السحرة والكهّان وتصديقهم في الأوهام والبهتان: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد"، أخرجه الحاكم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقدْ عدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

محذراً من أنّ هؤلاء الدجاجلة الأفّاكين منتشرون في بعضِ الوسائل الإلكترونية الحديثة، من القنوات، والمواقع، والشبكات، فلهم معرِّفاتٌ ودعايات، تروج الأباطيل مع الأسف اللاهب على العامة والدّهماء من الفتيان والفتيات، - ولا نكتم الخجل- تتاجر ببضاعتها على بعض الموهومين والمتعالمين، ولهم أسماء وبرامج للحظ زعموا، مِمَّا يفتِن الجُهال والأغرار، بل ربَّما يتصدى للفتوى كل متعالم مأفون، أو يتطبَّب من ليس في الطبِّ من قليل ولا كثير، وتَتكلَّم الرويبضةُ في كلِّ فنٍّ، والمُتلقّون لهذه الأوهامِ يرْتعون بكلِّ وخمٍ وزخَم دون تمييزٍ بين الغثِّ والسمين, وعلى من يهمه الامر من الآباء والأمهات والمربين والمربيات، والعلماء والدعاة، ورجال الحسبة وفّقهم الله وأيّدهم، أن يبادروا بالتحصين الإيماني لمجتمعاتهم، ضدَّ هذه المزالق الوهمية، والأعمال الشيطانية، والتكاتف والتعاضد للقضاءِ على هذه الاوهام؛ لما تمثّله من خطرٍ على الأمة، وإخلالٍ بأمن المجتمع، وإفسادٍ لعقيدة المسلمين، واستهانةٍ بعقولهم، وابتزازٍ لأموالهم، وتثبيطٍ لهممهم، في متاجرة خاسرة وصفقات بائرة، والنصيحة مبذولةٌ لكل من ابتُلي بهذه الأمور المزرية الشنيعة، أن يتوب إلى الله ويؤوب، ويستغفره من هذه الشركيات الجاهلية، والوضاعات الخرافيّة؛ طاعةً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وحفاظًا على دينه، وعقيدته، ومن الأوهام المتعلقة بالعقيدة.

وبين السديس أن من مضلات الأوهام، واستلابات الأفهام، التي بلي بها فئام من الناس، اللهاث الماديّ خلف تجار الكسب السريع، دون تثبُّت من مصادر هذه الأموال، وهل هي من حلال أم حرام، ودون نظرٍ إلى عواقب الأمور ومالاتها، وذلك الذي أودى بكثير ممّن سلكوا هذه المسالك الموبوءة، والطرق الملتوية المشبوهة، إلى المصير المحتوم؛ ألا وهو الإفلاس والعيش المُدقع المأزوم، أو الوقوع في الفساد وغَسْل الأموال أو الكساد، ويلحق بهؤلاء الأَفْدام الأغرار، أقوام غدوا في رقِّ وبيلِ الأوطار، فبحثوا عن الكمال في صحَّة القامات وقوّة العضلات، وجمال القسمات، وذلك عن طريق تعاطي بعض المنشطات، والخلطات، مجهولة المصادر والهويّات، التي يروجها ويبيعها أشخاصٌ مجهولون، وأفرادٌ منكرون، من أهل الابتزاز والإفساد، مروِّجو المفتِّرات والمخدِّرات، للمتاجرة بأوهام القوة والفتوّة، والنشاط والاسعاد، وفي نهاية المطاف يكون هؤلاء المساكينُ رهْن المستشفيات والمصحّات؛ للتخلّص من إدمان المخدِّرات الذي سلب عقولهم وصحتهم، وأموالهم وقيمهم، ودمّر نفسياتهم، وأشقى أسرهم ومجتمعاتهم.

وفي ختام خطبته أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً: في هذه الأيام الباردة والليالي الشتائية القارسة، بأنَّ لنا إخوانًا في الدين من المحتاجين والمتضررين والنازحين واللاجئين ولا سيما في فلسطين، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ولا يجدون ما يقيهم عواصف الشتاء الباردة، من لباسٍ ودواء، وغذاءٍ وكساء، إلا ما تجود به أيدي إخوانهم في العقيدة. فالله الله عباد الله، وأنتم تعيشون الأمن والرخاء: أسهموا في تخفيف آثار هذا الشتاء القارس على إخوانكم، وذلك بغوثهم عن طريق المؤسسات الموثوقة، والمظلاّت المأمونة، لتنالوا الأجر العظيم من المولى الكريم سبحانه، ونسأل الله ان ينزل من لطفه ودفئه على المستضعفين والمتضررين إنه جواد كريم.

msg 1001468035115 51272msg 1001468035115 51270msg 1001468035115 51273msg 1001468035115 51274msg 1001468035115 51275msg 1001468035115 51276msg 1001468035115 51266msg 1001468035115 51267msg 1001468035115 51268msg 1001468035115 51269
قيم الموضوع
(1 تصويت)

حصدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جائزة وسام الاستحقاق الذهبي في مشروع التحول المحاسبي بفئة الرئاسات والمجالس والمراكز، وذلك خلال ملتقى قيادات التحول إلى أساس الاستحقاق المحاسبي والذي نظمته وزارة المالية .

وقد كرم معالي مستشار وزير المالية ورئيس اللجنة التوجيهية ورئيس اللجنة المركزية الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الفريح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بجائزة وسام الاستحقاق المحاسبي الذهبي فيما يخص تميزها في التحول لأساس الاستحقاق والتعاون والتميز بإدارة المشروع طبقاً للخطة .

الجدير بالذكر أنهُ تسلم الجائزة رئيس اللجنة التنفيذية ومدير مشروع التحول بالهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سعادة الأستاذ حسين الجعيد، وسفير التحول سعادة الأستاذ علي الزهراني، وذلك بمشاركة وحضور سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون المالية والتنموية والخدمات المساندة الأستاذ فهد الشيخ.
قيم الموضوع
(1 تصويت)

ساهمت التقنية الحديثة في نقل العلوم والمعارف الإنسانية والعلمية والشرعية خاصة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم وتدريسه تلاوةً وتجويدًا وتصحيحًا، ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الفقهية وخطب الحرمين وخطبة عرفة لتعمّ الفائدة ويستمر العلم النافع ويمتد أثره إلى شتى بقاع العالم.

وتتيح منصة منارة الحرمين عبر موقعها الإلكتروني متابعة الخطب في الحرمين الشريفين وخطبة عرفة، والاستفادة من الدروس العلمية والمحاضرات الشرعية والندوات الشرعية، عبر منصّة رقمية سهلة الاستخدام وذات جودة، تبث أيضًا عبر أثير موجات راديو FM، مدعومة ب10 لغات عالمية وهي: (الإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والملاوية والتركية والهوسا والصينية والروسية) وكذلك لغة الإشارة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية؛ كما تقدّم خدمات متنوعة منها: الإجابة على فتاوى السائلين عن أحكام الشريعة المتعلقة بالعبادات النسك، وإمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات لتخدم غير الناطقين باللغة العربية وتسهّل عليهم تلاوة القرآن في كل زمان ومكان في العالم.

وتزود المنصة المتابعين دوريًا بجدول زمني للخطب والدروس والمحاضرات والحلقات، ونوافذ للبث المباشر لقناة القرآن الكريم، كما تحوي مكتبة خاصة لأرشفة ما يتم بثه من محتوى رقمي (خطب، دروس، محاضرات، حلقات، وغيرها) متاح للزوار للاطلاع والبحث.

ومن الخدمات المُثرية للمسلمين في شتى أنحاء العالم مقرأة الحرمين الشريفين الإلكترونية وهو مشروع لتعليم القرآن الكريم عبر أحدث تقنية تتيح للمستفيد تصحيح التلاوة وإتقان التجويد وإتمام الحفظ والمراجعة ما بعد الحفظ بـ (6) لغات، والحصول على شهادات وإجازات بالسند المتصل على أيدي معلمين مجازين في علم القراءات العشر المتواترة على مدار الساعة عبر تطبيقهم الموحد، وتعليم كتاب الله لكل راغب في أي زمان وأي مكان باستخدام التقنية الحديثة، ومنحهم الشهادات والإجازات من قبل المقرئين المجازين، وتطبيق أفضل أساليب تعليم كتاب الله تعالى على يد ذوي الخبرة من المتخصصين.
قيم الموضوع
(0 أصوات)


اطلع سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل، على معرض كسوة الكعبة أثناء زيارته للمسجد الحرام اليوم الأحد، رافقه خلالها معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة.

واطلع سموه على المعرض الميداني المقام داخل التوسعة السعودية الثالثة، والذي يتضمن مجسم للمسجد الحرام يبين توسعاته، ومجموعة عينات من قطع كسوة الكعبة، والأدوات المستخدمة في غسل الكعبة من الداخل.

ويشتمل المعرض على شاشة يتم من خلالها عرض فيلم وثائقي عن كسوة الكعبة المشرفة، ومحتوى رقمي يستعرض معالم المسجد الحرام؛ بهدف إثراء تجربة ضيوف الرحمن خلال زيارتهم الحرم المكي.
IMG 2742IMG 2741
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: أعظم الأرزاق حسن الأخلاق؛ والخلق الحسن غناء الفقراء وزينة الأغنياء وحلية السعداء، ومن حسنت أخلاقه درت أرزاقه ومن ساءت أخلاقه طاب فراقه وكم وضيع رفعه خلقه، ورفيع وضعه خرقه ومن حسن خلقه أراح واستراح وانجذبت نحوه الأرواح؛ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا ، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ).
وأكمل: كان رسول صلى الله صلى الله عليه وسلم ذو الوجه الوضي والخلق الرضي مع ما خصه الله به من جميل الشمائل والفضائل والأخلاق الزكية والأوصاف العلية يدعو الله أن يهديه لأحسن الأخلاق ويصرف عنه سيئها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهمَّ كما حسَّنتَ خَلقي فحسِّنْ خُلُقي)
وبيّن فضيلته: الأخلاق الصالحة ثمرة العقول الراجحة ومن لانت كلمته وحسنت عشرته وجبت محبته وعظمت مودته وارتضيت صحبته وتواردت على مدحه الألسن وروت من أخباره ما يجمل ويحسن؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أحبكُم إلي وأقربكم مِنّيِ مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنكم أخلاقًا).
وبيّن فضيلته: حسن الخلق هو القيام بالحقوق والإحسان والبر والصلة وسلامة الصدر وحسن البشر وصدق الحديث والعدل والنصفة وقبول الأعذار والعفو والمساهلة والمسامحة والتخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل وترك الخوض في أخبار الناس وتتبع أحوالهم واستقصاء أمورهم وحكاية أقوالهم وأفعاهم والبحث والتنقير والتفتيش عن أسرارهم وترك الغلظة والفظاظة والجفاء والتقطيب والعبوس وترك العجلة والعنف والطيش وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ولا تقابل الأخلاق السيئة بمثلها قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
قال جعفر رضي الله عنه: (وليس في القرآن آية أطمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية)؛ وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: (حسن الخلق في ثلاث خصال اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)؛ وقال عبد الله بن المبارك: (هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى)؛ وقال القاضي عياض: (حسن الخلق مخالقة الناس بالجميل، والبشر والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظة والغضب والمؤاخذة).
وأضاف: ذو الخلق الظريف والأدب المنيف لا يجاري لئيمًا ولا يماري سفيهًا ولا ينازع لجوجًا ولا يكثر من العتاب ولوم الأصحاب فإن مرض ولم يُعَد أو شفع فلم يُجب أو دخل مجلسًا فلم يقدَّم أو تكلم فلم ينصت له لم يحنق ولم يحتد ولم يغضب ولم يتنكر على إخوانه ولم يظهر للناس والجلاس
أنه جفي من فلان وهضم من فلان وظلم من فلان، بل يقابل ذلك بما هو أحلى وأولى وأسمى وأقرب إلى الحكمة والرحمة والعفو والمسامحة.
وأوضح فضيلته: سوء الخلق والمشارسة والمشاكسة والمعاسرة والزعارة دليل الخذلان والحرمان ومن ساءت أخلاقه وعظم كبرياؤه واستحسن حال نفسه واستحقر من دونه سقطت مكانته وطالت ندامته وذهبت كرامته والشرس الشكس الضرس الكز الغليظ الذي يتبزعر على الناس ويتكبر وينظر إليهم شزرًا ويمشي بينهم متبخترًا ولا ينطلق لهم وجهه ولا يسعهم خُلُقه ولا يرى لأحد حقًا ولا فضلاً فذلك الذي لا يزداد من الله إلا بعدًا ولا من الناس إلا بغضًا.
فاحذروا أخلاق اللئام والأنذال والأوباش والسقاط والسفلة، قال ابن حبان: " وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الصالحة كلها.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: الأخلاق طبيعة وجبلة وغريزة وقد تكتسب بالتخلق والتكلف والمجاهدة وتحصل بالمعاشرة والمجالسة وتعتاد بالتهذيب والتأديب حتى تكون ملكة وسجية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، و إِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، و مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ ، و مَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ).
وتغيير الطباع السيئة والأخلاق الرذيلة والعادات القبيحة داخل في حيز المكنة والقدرة والاستطاعة، ومن ابتلي بشيء من ذلك وعزم على التغيير وصدق في طلب الغاية وجاهد وصابر رجي الخروج من كل خلق ردي والظفر بكل خلق سَني؛ فارغبوا في مكارم الأخلاق ومعاليها وتعالوا عن سفاسفها ومساويها.
قيم الموضوع
(2 أصوات)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة فضيلةالشيخ الدكتور عبدالله بن عوّاد الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام ابتدأها قائلاً: الحمد الله الذي أمر بالمكارم والفضائل، ووعد عليها بالثواب والغفران، ونهى عن الفواحش والرذائل، وأوعد عليها بالوبال والخسران، أحمده تعالى وأشكره وأستعيذ به وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه في كل حين وآن، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا منقذ له من العذاب والهوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادات الأعيان والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان، من يطع الله ورسوله فقد سعد وأصاب، ومن يعص الله ورسوله فقد خسر وخاب.

وأضاف فضيلته قائلًا: فاتقوا الله عزوجل في السر والإعلان واجيبوه في جميع الأوقات والأحيان، واحفظوه في ما عز قدره أوهان، وتمسكوا بما شرعه لكم في بيانه وتبيينه، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، وتذكروا نعمة الله عليكم فقد فسح في آجالكم، لتصلحوا مافسد فيما مضى من أعمالكم.

وبيّن فضيلته أنّه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه: اتق الله حيث كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه احمد والترمذي، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخاطب نفسه: (والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك)، وقال مالك رحمه الله: بلغني أن عمر بن الخطاب كان يقول: كرم المؤمن تقواه ودينه حسبه ومروءته خلقه.

وأهاب الجهني: إن الإسلام دين خلقي رفيع، دعا إلى التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل، وحض على مكارم الأخلاق، وحميد الصفات ومحاسن الشمائل، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما الغاية من بعثته، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) رواه احمد والبيهقى واللفظ لهما، أي: أُرْسِلْتُ للخلْق "لأُكمِّلَ ما انتقَصَ من الأخلاقَ الحَسنةَ، وأساسها توحيدالله عزوجل والإخلاص له سبحانه وتعالى في عبادته وترك الإشراك به، ثم يلي ذلك الصلوات الخمس فهي أعظم الأخلاق وأهمها بعد التوحيد وترك الإشراك بالله عزوجل، وتليهما الأفعال المُستحسَنة الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه مِن الوفاءِ والمُروءةِ والحياءِ والعِفَّةِ فيَجعَلُ حَسَنَها أحسَنَ، ويُضيِّقُ على سيِّئِها ويَمنَعُها، وَيُؤَكِّدُ هَذَا مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ سَأَلَهُ النَّجَاشِيُّ عَنْ حَقيقَةِ هَذَا الدِّينِ فَأَجَابَهُ قَائِلًا : "أيها الملك، لَقَدْ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةِ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجَوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَان ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَار ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ،  وَنَهَانَا عَنِ الْفُحْشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكُلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ .... ) الحديث ، لَقَدْ لَخُص الدِّينَ كُلَّهُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ الَّتِي عُنْوَانُهَا الْكَبِيرُ : مَكَارِمُ الْأَخْلَاق ، وَقَدْ تَلَخَّصَ الدِّينُ كُلُّهُ فِي صَفْوَةِ الْخَلْقِ مُحَمَّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ، الذِي أَثْنَى عَلَيْهِ رَبُّهُ بِأَرْقَى وَأَجْمَلِ مَا فِيهِ فَقَالَ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

وأوضح فضيلته: فالأخلاق الفاضلة الحسنة، والشمائل الطيبة الكريمة، والصفات الحميدة الرفيعة، هي من قواعد الدين وأصوله الثابتة الراسخة بل إن الخلق الحسن أساس العقيدة الإسلامية والعمل، وثمرة التهذيب والتقويم،  وأية قيمة لعقيدة وعمل لا يصحبها خلق كريم فاضل يقود صاحبه إلى العفة والحكمة، وشرف النفس وعلو الهمة، ويرده عن مواطن السوء، ورذائل الطبع، ويحول بينه وبين ما يفسد المروءة، ويثلم الشرف، ويمس حرمة العقيدة والدين، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: أَقَمْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي مِنَ الهِجْرَةِ إلَّا المَسْأَلَةُ، كانَ أَحَدُنَا إذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن شيءٍ، قالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ . رواه مسلم ، والبر هو الإحسان إلى الناس ،  والتقرب إلى الله تعالى : ولا يتم ذلك إلا بحسن الخلق ، والإثم صفات قبيحة وأفعال شنيعة ، يحرص المرء على سترها ، ويكره أن يطلع الناس عليها ، فهي تؤثر وترسخ في الصدر ، وتتحدث بها النفس ويوسوس بها الشيطان ويترجمها الفعل إلى جرائم وآثام.

وأوصى فضيلة الشيخ الجهني المصلين: فحري بك أيها المسلم  أن تكون أخلاقك حسنة فاضلة كريمة، تتعفف عن الأذى والعدوان، وتصبر على قسوة الناس وسوء معاملتهم وتتقبل برحابة صدر كل ما يصدر عنهم من أخطاء وأحقاد، فتكظم الغيظ، وتعفو عن الهفوة، وتغفر الزلة، وتقيل العثرة، وتقبل العذر، وتصفح الصفح الجميل، ويكون إخوانك المسلمون في سلامة من أذى لسانك، وأمن من عدوان يدك.

وعقّب فضيلته: إن الخلق العظيم مبدأ عظيم من مبادىء الهداية والإصلاح بين الناس، ويندرج تحته سائر الفضائل الخلقية، والمكارم النفسية، من عفة وأمانة ووفاء وصدق وكرم وحياء، وشجاعة وتراحم وإخاء. وإن الحياء أفضل الخلق الحسن، فهو رأس الفضائل، والباعث على الخير والإيمان، وقد دلت النصوص الشرعية على التحلي بالإيمان والحياء، والابتعاد عن البذاء وسيئ الأخلاق قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما: (الحياءُ منَ الإيمانِ، والإيمانُ في الجنَّةِ، والبَذاءُ منَ الجفاءِ، والجفاءُ في النَّارِ) خرجه الترمذي وأحمد وابن حبان.

ونوّه فضيلته: والحياء هو انقباض النفس عن القبيح، والتعفف عما لا يحل ولا يجوز، وهو من خصائص الإنسان المميز له عن بهائم الحيوان. ومن أولى الناس بالحياء أخذا به وتمسكا المرأة المسلمة، فالحياء تاج المرأة المسلمة، وحصنها المنيع، وسياجها المتين.
وحرّص فضيلته: أيتها المسلمة إن لك فيمن سبق أسوة حسنة، وسلفٌ صالح، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي فأضع ثوبي، وأقول إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر رضي الله عنه.
فها هي رضي الله عنها تشد عليها ثيابها لما دفن عمر في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر مع أنه كان ميتا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وعلى المرء المسلم أن يأمر أهله بالحياء والحجاب والعفاف والستر ويحبب هذه الأخلاق الحسنة إليهم بالحسنى والمعروف لينال الرضا والثواب من الله عزوجل فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

وبّين فضيلته الشيخ الجهني: لقد رغّب الإسلام في الخلق الحسن، وهو بسط الوجه وطلاقته، واستقامة اللسان ونظافته، واجتناب المحارم، وإتيان المكارم، وسعة الصدر، وقوة الاحتمال والصبر، وجعله عنوان الكمال، ورمز الخير والبر، وأساس التعامل بين الناس، قال: إنكم لاتسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق، خرجه الطبراني والحاكم والبيهقي.

وأضاف فضيلته: وفي هذا الزمان ساءت الأخلاق، وعم الشقاق والنفاق، واستفحلت الشرور والآثام، وكثر الفحش والبذاء، وضعف الإيمان والحياء، وتعامل الناس بالغدر والخيانة والدهاء، وانقطعت حبال التراحم بينهم والإخاء، وفسدت العلائق الزوجية، والروابط العائلية، بسبب سوء الأخلاق وفساد التربية، وانحطاط النفوس إلى درك المادة والشهوات فسوء الخلق ياعبادالله شر ذميم الأخلاق، وأقبح النقائص على الإطلاق، فهو شر مستطير على المجتمع والناس،  وشؤم محقق في الحياة، فهو يُحبط الأعمال، ويجرّ إلى الآثام، ويقضي على صفات النبل والمروءة والكرم، ويسرع بصاحبه إلى الشر والغضب، ويدفع به إلى الأذى والعدوان.

وشددّ فضيلته: فعلى الإنسان أن يتخلق بالأخلاق الموجبة للشرف والسيادة ويعتني في طلب المكارم ويسعى لنيل المعالي من الأمور بهمة وعزيمة وإيمان، وأن يروض نفسه على تحسين خلقه وصقل طبعه وتزكية نفسه وضميره. قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما: (إنَّ مِن أحَبِّكُم إليَّ، وأقْرَبِكُم مِنّي مَجلِسًا يومَ القيامَةِ، أحاسِنُكُم أخلاقًا، وإنَّ أبَغْضَكُم إليَّ، وأبْعَدَكُم مِنّي يومَ القيامَةِ، الثَّرْثارونَ، والمُتشدِّقونَ والمُتفَيْهِقونَ". إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة: أحسنكم أخلاقاً) أخرجه الترمذي في سننه.
 
وأوصى فضيلته: فاتقوا الله ايها المسلمون: وتحلوا بمكارم الأخلاق، وتجنبوا رذائلها، فإنكم إن فعلتم ذلك هديتم إلى سنة نبيكم، ونلتم سعادة الدنيا والآخرة. وفقني الله وإياكم لمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ورزقنا وإياكم الصدق في الأقوال والأعمال، وجنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

ثم بيّن فضيلته في الخطبة الثانية: التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون  اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار …. )

وأوصى الجهني: ما أحوجنا ونحن نسير على طريق الدعوة إلى أن نراجع أنفسنا وسلوكنا في مجتمعنا، وأن نتدبر حالة أخلاقنا، ونعلم أن العبادة بلا أخلاق تبقى جسدا بلا روح، ولا خير في إنسان عابد سيئ الأخلاق، كما أنّه لا خير في إنسان حسن الأخلاق  سيئ العبادة، بل الخير كل الخير في اجتماعهما، فاتقوا الله أيها المسلمون واجمعوا بين حسن العبادة وحسن الخلاق تسعدوا وتفوزوا في الدنيا والآخرة  وأكثروا من الصلاة والسلام على ملاذ الورى في الموقف العظيم يوم القيامة،  نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحب أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أنفعنا بمحبتهم واحشرنا يالله في زمرتهم ولا تخالف بنا عن سنتهم وطريقتهم يا أكرم الأكرمين.

واختتم فضيلته خطبته بالدعاء قائلًا: اللهم أيد الإسلام والمسلمين واعلي بفضلك كلمة الحق والدين ، ووفق وسدد إمامنا وولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  نصره الله واعنه اللهم بعزتك وقوتك على أمور الرعية ، وأعلي به راية الإسلام والمسلمين ، وأيده بعضده وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لمافيه صلاح البلاد والعباد لاوطانهم .وأسبل اللهم سترك على بلادنا وعلى جميع بلاد المسلمين،  اللهم انصر اخواننا المومنين في كل مكان على أعداء كلمة الحق والدين وأجمع يامولانا كلمة المسلمين والف بين قلوبهم على الحق واخماد الكفر والباطل ونصر المؤمنين بمنك وفضلك يا قوي ياعزيز  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم  سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.